أقلام حرة

فضائح البكالوريا

moamar habarأقول لمفتش التعليم الثانوي، وهو ذو خبرة طويلة جدا، حدّثني من فضلك عن إجراءات وضع أسئلة الامتحانات في البكالوريا.

يتطرق لجملة من الإجراءات، وأطلب منه أن يشرح بالتفصيل كل واحدة منها، فيمعن في الشرح والتحليل، فأعجب جدا بالإجراءات وأثني عليها.

كل مفتش مادة يختار مواضيع بمعية أفضل الأساتذة الذين يعرفهم واختبر تجربتهم ونشاطهم وعلمهم. ترفع المواضيع لهيئة أخرى من المفتشين وكل يختار موضوعين إثنين، فترفع 48 موضوعا لهيئة تختار بدورها ثلاثة مواضيع، يسلم بعدها لهيئة أخرى والتي بدورها تختار أستاذ أو مفتش المادة، ليختار في الأخير الموضوع النهائي، وكذلك الموضوع الاحتياطي الأول الثاني، تحسبا للطوارئ ولحادث مفاجئ، الذي يبقى محجوزا طيلة شهر بأكمله، لايتصل إطلاقا بالعالم الخارجي إلا بعد الانتهاء من إجتياز البكالوريا.

أقول له، كيف يمكن أن تكون أخطاء بمثل التي وقعت هذا العام، رغم الإجراءات الشديدة القاسية التي وصفتها .

أضيف قائلا، لو كان الخطأ في بيت أو بيتين من القصيدة لهان الأمر، ولوجد المتتبع أعذارا للقائم على إعداد موضوع البكالوريا، أو المجموعة المكلفة بإعداد موضوع إمتحان البكالوريا، لكن هذا إسم بأكمله حذف من القصيدة ليستبدل باسم آخر. أيعقل أن يحدث هذا بعد كل هذه الخطوات؟. ثم إن الأخطاء تكررت كل عام، والتبريرات بقيت على حالها، ولم يعرف المجتمع لحد الآن..

هل من وراء جرائم أخطاء البكالوريا أمي فيتعلم؟. أم متعمد فيزجر؟. أم صاحب غطاء فيعرى؟. ومتى تتوقف هذه الجرائم في حق الامتحانات الوحيدة التي مازال المجتمع بأطيافه يثق فيها، ومازالت الوحيدة التي تتسم بالصدق والاخلاص في مراحلها المختلفة.

أكتب هذه الأسطر، وأنا على باب ثانوية الإخوة قوادري هني جنوب الشلف، أنتظر الذي جئت لأجله، وأرى وجوها بريئة طرية مشرقة، سهرت الليالي وتعبت طول السنة. أفيكون جزاء المراجعة والعرق، خطأ في إسم صاحب القصيدة؟. أو معادلة رياضية أو كيميائية فيزيائية خاطئة؟.

حين يصل العفن بمستقبل زهور بريئة تعب الأهل والمجتمع في تربيتهم والانفاق عليهم، وحرمان أنفسهم الطعام والشراب والنوم والراحة لأجلهم، وجب وضع حد لسلسلة المهازل التي أمست سنة من سنن البكالوريا، وكل من يقف وراءها سرا وعلانية.

 

معمر حبار

 

في المثقف اليوم