أقلام حرة

أوباما أصبح شيعياً..!

watheq aljabiriقدر العراق، أن يسقط فيه حكام الدكتاتورية، في حفرة الذل والمهانة، ثم يسوقه قادة يتغنون بالطائفية ومعارك الخراب الى الأسوء، ويستمر نزف الدماء والمقابر الجماعية، ومن محجر الدكتاتورية الى مستنقع الطائفية.

الشعوب لا تحترم أصوات صناديق، جلبت أشخاص بالخوف والطائفية والخداع، وتعتبرها أخطاء جماعية.

أبشع ما تقع به الشعوب؛ أن يتسلقها جهلاء بأسم الديموقراطية؛ ويسرقون أصوات الأموات بمدافع الإنتهازية، ويصبح فيها الجبان شجاعاً والفاشل خياراً ومختاراً والعاقل منبطحاً والطائفي ثائراً؟!

لم يدخر قادة العرب والمسلمين جهداً؛ لنيل السلطة، التي تحقق أحلامهم المريضة المتسلطة، ولم يجدوا إلاّ الدين سبيلاً لخداع الشعوب، ولا أشرف من آل البيت عليهم السلام نسباً؛ حتى يربطوا أنفسهم بهم زواراً، فكان صدام والقذافي وقابوس وملك الأردن والمغرب، يدعون النسب العلوي والمنهج الحسيني، وهم في قمة التطرف في محاربة من يحمل لواء آل البيت؟!

تراكمت الاخطاء على الأمة، ولم يَعد بمقدورها التراجع عن فكر رسخ في عقول أجيال متعاقبة، وإنفقت ثروات الشعوب المستعبدة الجائعة، وسالت دماءها؛ حتى صار التطر علنياً، وقالوا يزيد إمامنا والحسين عدونا؟! ولم يفهموا التاريخ بذبحهم من يقول" لبيك يا حسين" وترعبهم راية كتب عليها" يالثارات الحسين"؛ لأنهم على يقين من وقوفهم في معسكر مقاتلة الحسين إذا عاد، ويخيفهم قبره بعد مئات السنين؟!

في ردة فعل هسترية؛ نتيجة الإنتصارات التي يحققها العراقيون، ووضوح هزيمة داعش ومن لف لفهم، بعد تحرير بيجي والأنبار، وقرب تحرير الموصل، خرج طه اللهيبي الذي تمنى قطع مياه الفرات كما فُعل مع الحسين، إكتشف هذا المنبوذ نظرية، ولأول مرة في التاريخ، ويقول: الرئيس الأمريكي أوباما شيعياً، لأن أسم والده حسين؟!

لا أُريد الحديث طويلاً عن هؤولاء الحثالات، ولا أُكبر شأن علي حاتم السليمان، الذي يقول (طز بالعراق)، ونترفع بالرد على مثل هكذا خطابات طائفية متدنية، سلمت أعراضها للدواعش، ورفضهم أبناء الأنبار الشرفاء؛ بكشف عوراتهم وغطاءهم الطائفي، ولا مستقبل لهم في العراق، وهم من قاد الدواعش الى الأنبار، وغداً سيصبحون قوادين على ما تبقى لديهم؟!

سيقف العراقيون أمام العالم، ورؤوسهم شامخة، ويقولون للعالم: لولا العراق لكان كل المجتمعات في شأن آخر.

سوف تُزال بقع التاريخ السوداء، التي لولاها لما كانت داعش، وسيؤمن العالم بالحاجة؛ الى قلوب مؤمنة بالوطن كالحشد الشعبي، الّذين يعطون الدماء الطاهرة؛ حفاظاً على الشرف، ومنهجهم" السنة أنفسنا"، والعالم؛ أما أخ لهم بالدين، أو نظير لهم بالخلق، وبذلك يتمنى أوباما أن يصبح شيعياً، بعد إنقسام العالم الى فريقين؛ فريق إرهاب وفريق أنسانية.

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم