أقلام حرة

مبادرة السلم الاهلي وبناء الدولة في الميزان!

MM80كثيرة هي المبادرات التي قُدمت منذ سقوط النظام، وعقدت العشرات من المؤتمرات التصالحية التي لم تخرج ابداً برؤية وخارطة طريق واضحتان للمستقبل السياسي والأمني في البلاد، لهذا أي مبادرة ربما تقرأ بإحباط عالي من الجماهير، كونها لم تقف على اصل المشكلة، كما انها لم تضع الحلول المناسبة للمشاكل والتي بدأت تأخذ بعداً طائفياً، وتفرز تقاتل مذهبي لم يظهر الى العلن منذ قرون مضت، وما نشاهده اليوم من سيطرة الارهاب الداعشي على المحافظات السنية، والحواضن الخطيرة التي كشفت تآمر البعض على البلاد، ومحاولة ايقاف اي محاولة لتقدم البلاد سياسيا واقتصادياً وامنياً .

تعد هذه المبادرة التي اطلقها السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي خطوة جدية نحو حلحلة الوضع السياسي الخطير الذي يعانيه بلدنا، حيث وضعت مبادئ مهمة لهذه المبادرة وصيغت بطريقة تحفظ حقوق جميع المكونات العراقية دون تمييز، الامر الذي يعطيها القوة في وقف التصدع في العلاقة بين ابناء الشعب العراقي الواحد .

وهنا ينطلق سؤال مهم ما هو الدافع من أثارة هذا الموضوع الحساس، خصوصاً في ظل أجواء الشحن الطائفي، والعمليات العسكرية في المناطق الغربية من البلاد، والبركان الهائج في عموم المنطقة العربية والإسلامية بدءاً من ليبيا وحتى أفغانستان، الامر الذي يثير الكثير من التساؤلات عن الجدوى من هذه المبادرة، والمنطقة بإجمعها تسير نحو الحرب والاقتتال والتمزيق .

المبادرة التي لم تحمل عنوان المجلس الاعلى، ولا اسم رئيسه، بل حملت هموم الشعب وتحاول فك شفرات العلاقة المعقدة بين اطيافه، وتقريب وجهات النظر بين سياسيه بما يخدم وحدة ارضه وشعبه، كما انها جاءت لتهدئة وحلحلة المواقف جميعها، ورغم الحساسيات والانتقادات من البعض على هذه المبادرة، من الاطراف الصديقة، والتي يحملها ضد الحكيم ومجلسه، الا أن الواجب يحتم على الجميع الوقوف وإعلان الموقف الوطني الصائب، ومنع انزلاق البلاد الى التقسيم والتمزق الطائفي، لذلك لا يمكن الاستسلام او الوقوف، بل يجب تحدي المواقف، ونضع مساراً جدياً، فهناك يداً تحمل السلاح لمقارعة الارهاب الداعشي الغريب، ويداً تحمل اغصان الزيتون لتوحيد المواقف والرؤى من أجل النهوض بالبلاد وشعبه .

المبادرة جاءت لاستشعار الخطر الذي يهدد التعايش السلمي ووحدة البلاد أرضاً وشعباً، ويقطع الطريق أمام كل الاجندات الاقليمية والدولية والتي تراهن اليوم على تقطيع اوصال العراق، وتقسيمه الى كانتونات طائفية، يعيش فيها الجميع ضعفاء لا يملكون الارض ولا خيرات بلدهم .

نعتقد أن على القوى الوطنية التي لديها الرغبة في بناء بلداً وشعباً يتجاوز الشحن الطائفي، والاقتتال المذهبي أن تسعى جاهدة في اعلان نيتها الصادقة، وتقديم الدعم لهذه المبادرة، والتي بالتاكيد ستكون ملكاً ونتاجاً للقوى الوطنية الساعية في بناء عراق موحداً ارضاً وشعباً .

في المثقف اليوم