أقلام حرة

الله بالخير أبو يُسر

watheq aljabiriتمنى العراقيون في سنوات الدكتاتورية، أن يحكمهم أيّ دكتاتور عربي غير دكتاتورهم؛ رغم قسوة معظمهم؛ ولكنهم لم يضربوا شعوبهم بالنار والحديد والكيمياوي في وقتها؛ إلاّ بعدما ثارت عليهم الشعوب؛ في ما سمته ربيعها.

قمع الشعوب لم يكن لهدف سامي، أو ما يُدعى للحفاظ على الأمن القومي؛ بقدر ما هو تحقيق لمآرب ومخططات دول أخرى؟!

كنا نعتقد أن حكام العرب يستجدون الخبز لشعوبهم، ويعتبرون كرامة مواطنيهم فوق إيّ مواطن عربي فقط؛ حتى قال بعضهم(سِيدَكْ إِبن البلد)، وأول ما يطرد العراقي وتلاحقه أجهزة المخابرات؛ بينما يفضل الغرباء على العراقي في بلده، وما تزال النظرية قائمة، ورواتب الأجانب أضعاف؛ في تعاقد الشركات والعمالة الأجنبية، والطبيب الهندي أضعاف الطبيب العراقي المهدد بالقتل؟!

يفكر ساسة الدول وحتى السيء منهم؛ بمصلحة بلده وشعبه أولاً، سيما في الحروب حيث تذوب الخلافات الداخلية وتتوجه لعدو واحد، ومشكلتنا في العراق أننا نخوض حرب متعددة الأطراف، ومتنوعة السلاح ومختلفة النوايا: حرب مع الأرهاب، وأخرى من الإشاعات وعرقلة عمل الحكومة، وسكاكين الخاصرة من أقرب الشركاء.

يشحن الشارع وصفحات الفيس بوك في لحظة، ويضج التافهون على إزرار قميص، أو مقطع فيه أوباما منشغل عن السلام على العبادي، ويتحدث كثيرٌ من الجهلاء بثقافة الشعوب ومصلحة العراق، في زمن التكنلوجيا وتسابق الوقت والسلام الكاذب عندنا أحياناً، ورؤوساء العالم لا يهملون دقيقة مجاملة كاذب (الله بالخير شلونكم شلون العائلة شلونكم بعد شلونكم مرتاحين).

أعتقدت ثقافتان؛ جيل الدكتاتورية الذي خلف لنا داعش والتطرف والقتل، وجيل الفساد ونهب خيرات العراق وسرقة موازنته، الذي سلم ثلث العراق لداعش، وواحدهم أخطر من الآخر، وهم جهلاء أعداء للعراق، لا يعرفون سوى السخرية والإتهامات ونظريات المؤامرة، وما يروه بأنفسهم من خيانة، ومن واجب نخب المجتمع التصدي لهذه الآفة الخطيرة، التي تقف مشاريعها كعثرة في طريق العملية السياسية ولا يعلمون تقدير الوقت، وأهمية إستثمار الفرص حتى قيل: "الأمريكان يجتمعون وقوفاً.

أغاض المتخلفين الجهلاء؛أهمية العراق الدولية، ووقوف أول رئيس وزراء عراقي بين القادة الكبار؛ لدعمه ضد الإرهاب، ومنع عودة الدكتاتورية.

ليس المهم أن يُسلم أوباما على العبادي، المهم كيف نستثمر الدعم الدولي، لأننا في موقف الحق ضد الأرهاب، والإنسانية لمواجهة الوحشية والتخلف، ونحن من يقود العالم نحو السلام.

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم