أقلام حرة

قضية للحوار : انخفاض مستوى الحضور الرمضاني .. لماذا؟!

MM80نتساءل يوما بعد اخر ما هي أسباب انخفاض مستوى الحضور الرمضاني قياسا بالسنوات التي سبقت التغيير؟؟!!!

ففي الوقت الذي كانت فيه المجالس ملغومة برجال السلطة كانت النفوس تهفو الى الحضور ومن دون حاجة الى تحفيز من احد فانا اتذكر انك تحتاج الى ان تأتي في وقت مبكّر حتى تحصل على محل في المجلس اما الان وخصوصا في مجالس العلماء والمكاتب تجد الامر مختلفا جدا حتى ان الانسان كان يضطر الى وضع نعله في كيس لان المكان لا يكفي للحفاظ على انسيابية الخروج اما الان فصارت الوضع مخيفا جدا حتى انك تجد التراجع يزداد يوما بعد اخر

والمحاور التي ينبغي الوقوف عندها وتناولها هي ما يلي:

١- هل هذا التراجع سببه تراجع مستوى الخطباء؟

٢- هل هذا التراجع سببه قدرة المنافس على شغل المساحة الأكبر من ذهنية المواطن؟

٣- هل هذا الانخفاض سببه التدخل في الشأن العام للبلد من قبل المرجعية وبالتالي أفقدها مكانتها السابقة؟

٤- هل هذا التراجع هو الحجم الطبيعي للحوزة عند الناس وما كان سابقا كان بسبب الضغط الذي كان مسيطرا على النفوس فكان تدين الناس تدين المظلوم اي تدين من لا يجد طريقا اخر والان وجد الطريق الاخر وبقي من كان متدينا فعلا وهذا الامر أسار اليه السيد محمد باقر الصدر في احدى محاضراته عندما قال ان الحوزة تعاني من قبول الناس في اذهان اقرب الناس اليها وهي النجف ؟

٥- هل هذا التراجع تابع للتراجع في الحالة العامة لتراجع التدين في العراق لان البلد يشهد تراجعا عاما والنجف اخذت حصتها من التراجع وتاثرت بالحالة العامة حاله كحال بقية المدن الاخرى ؟

٦- قد يكون الخطاب الديني هو السبب وراء كل هذا لانه لم يلتزم بحاجات المجتمع

فصار غريبا بين الناس ولا يرقى الى طموحاتهم؟

7- هل البث المباشر لبعض المجالس يؤثر سلبا على بقية المجالس لانه ياخذ حجما اكبر من الاهتمام الشعبي خصوصا وان البعض اخذ يعتبر المتابعة عبر البث بديلا عن الحضور في المجالس؟

هذه المحاور من المناسب الوقوف عندها للمساهمة في تقييم الوضع الحاصل والمسألة عامة وخطيرة وتحتاج الى تحليل حتى يكون الحديث نافعا .

وهذه القضية تهم حصانة المجتمع من التغييرات القيمية لان البعض قد يظن انها مجرد مسالة عابرة الا ان الامر ليس كذلك فمن مثل هذه القضايا يمكن الوصول الى بعض التاثيرات السلبية التي يعاني منها المجتمع في حالة التغيير الاجتماعي الذي يعيش العراق الان بعض اثاره بصورة واضحة

 

جميل مانع البزوني

في المثقف اليوم