أقلام حرة

أشرعة الأوطان!!

MM80لكل وطن شراع.

والأوطان كالسفن في بحر الحياة الهائج.

والفرق ما بين الدول والأوطان، تتلخص بقدرات وخبرات إدارة دفة الشراع والحفاظ على إبحارٍ آمن.

وعلة العديد من الدول ليس في أشرعتها، وإنما في الذين يتحكمون بها، وبخبرات الحكومات والقادة في إدارة دفتها ومعرفة إتجاه الرياح، وكيف يتحقق التوافق ما بين قوة الريح والهدف وإتجاه المسيرة، وهذا يتطلب خبرات متوارثة وقدرات متراكمة.

وبعض البلدان تبدو وكأنها كالسفن الشراعية الملقاة في عباب البحار، وقد جيئ بمن أوهموهم بأنهم بحارة وذوي قدرات على التحكم بدفة الشراع، فراحت تتقاذفها الأمواج وتلاطمها الرياح، وهي في محنة عدم القدرة على معرفة الإتجاه، وإدراك قوة الريح، وكيف تتحكم بالشراع لكي تحافظ على توازن الإبحار وسلامة المسير.

مما يؤكد الجهل الكبير في قدرات الحفاظ على سلامة السفينة ومَن فيها، وفقدان خبرات قراءة بوصلة التطورات، ومعرفة الأنواء الجوية، وكيفيات التفاعل مع الأمواج العاتية والرياح الداهية.

وفي واقعنا العربي، معظم الذين يُحسبون مسؤولين عن إدارة الشراع يتمتعون بجهل شديد، وعدم خبرة، بل بعضهم كالنائم المخدّر الذي لا يعي ما يدور حوله ويتحقق في السفينة.

ولهذا فأن بعض الدول العربية تحولت إلى ألعوبة للرياح، وأشرعتها تتخبط أو تتمزق، وكأن الذين يتعهدون الشراع، في حالة سكر وعدم القابلية على الإبصار، فيحسبون الضياء ماءً والرياح الهابة عدوا، ولا يمتلكون إلا الذعر والصراخ وردود الأفعال الخائبة المستنجدة بمَن هبّ ودب، مما دفع بجميع القوارب والسفن المتواجدة أن تتقدم لغنيمة السفن العربية الحائرة المتخبطة في لجج غاب السياسات!!

فهل عندنا ربّان أوطان؟!!

 

د-صادق السامرائي

في المثقف اليوم