أقلام حرة

الاعتداء على اتحاد الادباء ما ذا يعني؟

MM80مهما كانت وحشية وجهل صدام وزمرته ومهما كان عدائهم للثقافة والمثقفين والادب والادباء لم يتصرفوا بمثل هذه التصرفات الوحشية والمنحطة وبهذا الشكل العلني والسافر كما تصرفت شلة من الكلاب المسعورة والحيوانات المتوحشة في عصر الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية على مقر اتحاد الادباء والادباء المتواجدين في مقره

ماذا يعني هذا الاعتداء الوحشي على اتحاد الادباء على الادباء والمثقفين العراقيين الحقيقة يعني هناك مؤامرة كبيرة ضد الثقافة والمثقفين ضد الادب والادباء لان الثقافة والادب والمثقفين والادباء هم القوة التي تدفع القوات الامنية وظهيرها القوى الشجاع الحشد الشعبي الى التقدم والتصدي للقوى الظلامية المتمثلة بالمجموعات الارهابية الوهابية والصدامية ونتيجة هذه القوة استطاعت ان تسجل انتصارات كبيرة في كل قواطع المعركة ضد قواى الظلام الارهابي الوهابي والصدامي وفي نفس الوقت كان النور الذي يرشد القوى الامنية وظهيرها الحشد الشعبي وينير طريقها ويبدد ظلام اعدائها

من هذا يمكننا القول ان هذه المجموعة المتكونة من خمسين شخصا الذين هجموا على مقر اتحاد الادباء وقيامها باحتجاز عناصر حماية اتحاد الادباء وتجريدهم من سلاحهم واقتحام غرف الاتحاد والعبث بها وتكسير اثاثها ومحتوياتها وسرقة نقود وموبايلات المستخدمين والعاملين في الاتحاد ليست مجموعة متخلفة متوحشة ضالة فحسب وانما ورائها هيئات وجهات منظمة وربما هناك دول هدفها وقف مسيرة العراق الديمقراطية السلمية التعددية السياسية والفكرية كما ان هدفها وقف التقدم لقواتنا الامنية وظهيرها الحشد الشعبي ووقف انتصاراتها الكبيرة وهذا لا يحدث الا بالهجوم على مقر اتحاد الادباء العراقيين وانها بداية لاغلاق كل مراكز الثقافة والمعرفة التي تنير العقول وتحررها من الاوهام والخرافات

لهذا على الحكومة الاسراع في كشف هذه المجموعة المتوحشة الظلامية وكشف من ورائها واحالتهم جميعا الى العدالة لينالوا جزائهم العادل وليكونوا عبرة لغيرهم لكل من يتطاول على الثقافة واهلها والمعرفة واهلها والنور واهله

فهذا التجاوز وهذا الاعتداء وبهذه الطريقة البشعة والمتوحشة انها بداية لتجاوزات واعتداءات كثيرة ومتنوعة ليس على مقر الادباء العراقيين فقط بل على مقرات كل المنظمات والهيئات الثقافية التنويرية في كل مكان من العراق واخماد اي شعاع ثقافي تنويري ابتداءا بالمدارس والجامعات وانتهاءا بالمسارح والنوادي والمراكز الثقافية وذبح العقل والكلمة الحرة في كل مكان من العراق

فالادباء والمثقفين في العراق كانوا مع الشعب العراقي مع تطلعاته مع طموحاته في كل مسيرته الصعبة ولم يتخلوا عنه في اي فترة من الفترات بل كانوا معه يحرقون انفسهم لينيروا له الطريق لم يطلبوا جاها ولا مالا ولا نفوذا كل الذي يطلبونه حرية الكلمة حرية العقل

فالمقرات والمراكز الثقافية والادبية والفكرية مقدسة بل من اهم المقدسات التي يقدسها الشعب للاسف الشديد لا يزال الكثير من المسئولين تنظر اليها كما تنظر الى بارات الخمر وملاهي الرقص وبيوت للدعارة لهذا امرت باغلاقها كما امرت باغلاق بؤر وبارات الخمور وملاهي المراقص وبيوت الدعارة في المناسبات الدينية

ويكون تعاملها مع دور الثقافة والادباء انها اكثر سوءا من تعاملها مع بارات الخمور وبيوت الدعارة فأنها قد تتسامح مع بارات الخمور وبيوت الدعارة لكنها لم ولن تتسامح مع المراكز والمقرات الثقافية لهذا اغلقوا المركز الثقافي البغدادي في شهر رمضان كما اغلقوا بارات الخمور وبيوت الدعارة ونوادي الخمور

لا شك انهم يرتكبون اكبر جريمة بحق الشعب العراقي لا تقل عن جرائم داعش الوهابية والزمر الصدامية لانها في تصرفها هذا قتل الشعب العراقي اخماد النور الذي يضئ الطريق امامه ويبدد ظلام اعداء العراق

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم