أقلام حرة

الحل في أن ترهنوا شعبنا بدل نفطكم أيها السيد زيباري

MM80ليس هناك أي خطأ في عنوان المقالة فكلمة نفطكم لا أعني به السيد زيباري لوحده بل جميع "ساسة" المحاصصة الطائفية القومية، ونفطكم هي الأقرب الى الواقع من كلمة "نفطنا" أي نحن جماهير الشعب المسحوقة التي لم تعرف شيئا عن هذا النفط الذي يقال كذبا من أنه ثروة وطنية. ولكي نعرف حقيقة النفط العراقي إن كان نفط الشعب أم نفط الساسة ، دعونا نقارن بين حال الأثنين منذ الأحتلال لليوم، ولنرى بعد أن دخلت خزينة حكومات ما بعد الاحتلال مبالغ خيالية نتيجة الطفرة الكبيرة لاسعار البترول في السوق العالمية تقدّر بما لا يقلّ عن 800 مليار دولار إن لم تكن أكثر، أن نبحث عن المستفيد من هذه المبالغ وأوجه صرفها ولصالح من؟

هل النفط نفط الشعب العراقي؟ الجواب بنظري وبكل سهولة هو لا، لماذا؟ لأننا كشعب لم نستفد من أيرادات بيع هذا النفط في تحسين حياتنا ولو بالحد الأدنى، فمدننا خربة ومصانعنا متوقفة وأرضنا الزراعية غير منتجة ونظامنا التعليمي أكثر من بائس والنظام الصحي كارثة والخدمات نحتاج في وصفها لعبارات لا توجد في أية معاجم لسوءها وبدائيتها ناهيكم عن الدمار في القطاعات الرياضية والثقافية والفنية وغيرها الكثير حتّى وصل الامر بنا الى رؤية تاريخنا الموغل بالقدم وهو يهشّم أمامنا، ويبقى القطاع العسكري والأمني وفشلهما في أستتباب الأمن ما أدّى الى مقتل مئات الآلاف من ابنائنا من أكبر الدلائل على أن النفط ليس نفطنا.

أن هذا النفط لو كان نفطنا لكنّا اليوم بين قائمة الشعوب المرفهه وعلى الأقل العربية منها، فهل نحن كذلك ؟

تعالوا لنرى موقعنا من خلال مجموعتين عربيتين والى أية منهما ننتمي. فلو رجعنا لتقرير مجموعة بوسطن كونسلتينج روب لتحديد مستوى الرفاهية للعام 2015 الصادر في حزيران الجاري نرى أن المنظمة وضعت أثنا عشرة دولة عربية في قائمتها الدولية، وحصدت دول الخليج النفطية المراكز الستة الأولى عربيا فقد جاءت قطر في المرتبة الأولى فالأمارات والكويت وعمان والسعودية والبحرين. أما المراكز الستة التي تلتها فكانت من نصيب دول غير نفطية من تلك التي لو جمعت ميزانيات ثلاث أو أربع منها لما وصلت الى ميزانية عراق زيباري ورفاقه المتحاصصين، وهذه الدول حسب التسلسل هي الأردن وتونس والجزائر ولبنان والمغرب فمصر. "ويستخدم التقرير لتقييم التطور الاقتصادي المستديم الذي يحدد مستويات الرفاهية ثلاثة معايير رئيسية شملت المستوى الاقتصادي ويقيس دخل الفرد، والاستقرار الاقتصادي، والتوظيف، والاستثمارات وشملت مجال الصحة، والتعليم والبنية التحتية، والاستدامة وتقيس جودة الدخل والمجتمع المدني والحوكمة والبيئة"، لذا ومن خلال المعايير الثلاثة نرى العراق في قاع المجموعة ويبدو انه لا يود التخلي عن مركزه هذا الذي احتله بجدارة منذ سنة 2003 لليوم، وهذا لا يعني مطلقا أن وضع العراق كان افضل خلال العهد البعثي الا انه لم يكن بالسوء الذي عليه اليوم.

من خلال المقدمة أعلاه عرفنا أن النفط ليس نفطنا، إذن نفط من يكون؟ أنه نفطكم أيها السيد زيباري ، نعم نفطكم ورفاقكم في الحكومة والبرلمان وحكومة الأقليم، أنه نفطكم تتصرفون به كما تشاؤون وتباً لشعب حقود حسود كشعب العراق الذي يتهمكم زوراً من انكم سرقتم وأهدرتم مجتمعين كأحزاب وكتل لصوصية عربية وكردية وشيعية وسنّية كامل ثروته وثروة أجياله. أنني أرى وأنتم تعانون من هذا الشعب وأطعامه أن ترهنوه بدلاً عن نفطكم عند الشركات العالمية، لأنكم لو فشلتم في سداد الأموال التي ستحصلون عليها من خلال رهنكم أياه " الشعب" فأن هذه الشركات ستبيعنا كالعبيد لمختلف بلدان العالم ومنها بلدان الخليج، وحينها سيكون النفط وغيره من الثروات ملكاً لأحزابكم وعوائلكم بالكامل بعد أن يفرغ العراق من شعبه.

السيد زيباري أنكم وأحزابكم وكتلكم السياسية تلك التي تتحكم بالسلطة في العراق المبتلى بكم، من أكثر حكّام العالم أستهتاراً وأجراماً وفساداً ولصوصية وخيانة للعراق وشعبه، السيد زيباري لم يمر على العراق ولن يمر ساسة على شاكلتكم في عدائهم "لشعبهم"، السيد زيباري أنت وحكومتك وبرلمانك لستم سوى لصوص.

إن شعباً لا يدكّ الخضراء على ساكنيها سيعيش أزمات طويلة

 

زكي رضا

الدنمارك

 

في المثقف اليوم