أقلام حرة

وثائق ويكيليكس من ورائها لماذا؟

MM80اي نظرة موضوعية لحقيقة هذه الوثائق الكثيرة والمهمة ونشرها بهذه العلنية السافرة يتضح لك بشكل واضح ورائها جهات استخبارية دولية مهمة وذات تأثير كبير وذات امكانيات تقنية وعلمية كبيرة وراقية كالمخابرات المركزية الامريكية والموساد الاسرائيلي ومخابرات دول غربية اخرى لها اهداف وغايات ورغبات معينة ليس كما نتصورها رغبة شخص خاصة ولعبة ابتكرها السيد جوليان أسانغ للراحة وقضاء الوقت

المعروف ان هذه المخابرات اي المخابرات المركزية الامريكية والموساد الاسرائيلي لها القوة والقدرة ومن ثم السيطرة على حكومات ومخابرات الكثير من الدول وخاصة الحكومات العربية واجهزتها الامنية ولها القدرة على معرفة كل المعلومات ومهما كانت دقتها وسريتها فانها تعرف كل شاردة وواردة تقوم بها عناصر هذه الحكومات وعناصر مخابراتها بما فيها الخاصة صحيح ما تنشر من وثائق لا تكون واضحة ولا تعطينا الصورة الواضحة والدليل القاطع على صحة تلك الوثائق لكن الذي وراء نشر هذه الوثائق لديه الصورة الكاملة والادلة الواضحة   كما ان الذين تشملهم هذه الوثائق يعرفون ذلك بدقة ايضا ومع ذلك يمكن للشعوب المبتلية بهؤلاء الخونة والعملاء ان تستخدمها كوسيلة لكشف الحقيقة ومعرفة الخونة والعملاء الذين كثير ما خدعوا الشعب وضللوه ثم سرقوا امواله وذبحوا شبابه ودمروا مستقبله ويمكنها التخلص منهم

هذا يعني ان الحكومات العربية واجهزتها المدنية والعسكرية مكشوفة تماما امام المخابرات الامريكية والاسرائيلية وبعض الدول الغربية

ومعرفة كل ما يفكر به الحكام العرب والحركات السياسية وما يريدون وما يبتغون وحتى رغباتهم الشخصية وشهواتهم الذاتية وهذا من اهم مهمات ووجبات المخابرات وخاصة الامريكية والاسرائيلية القيام بها لان هذه المعلومات السبيل الوحيد لتحقيق المخططات الامريكية والاسرائيلية وحماية مصالحها وهذه مهمة كل اجهزة المخابرات في كل الدول في العالم ولكل دولة قدرة خاصة وامكانية معينة

فاالحكومات العربية الدكتاتورية توجه مخابراتها نحو الشعب وحركاته السياسية لمعرفة ما يفكر وما يريد لقمعه واضطهاده وقتله في حين مخابرات الدول الكبرى القوية توجه مخابراتها لمعرفة تفكير قادة العرب المسلمين وغيرهم من القادة الذين فرضوا انفسهم بالقوة ورغم انف شعوبهم

ومع ذلك لا يمكننا ابدا التشكيك في صحة مثل هذه الوثائق بل انها صحيحة وبما اننا لا نملك ادلة ملموسة الا اننا نملك بعض القرائن هل يمكن ان ننكر او نجهل علاقة النجيفي البرزاني علاوي بال سعود ودعم وتمويل ال سعود لهم والمهمات التي كلف كل واحد منهم

هل يمكننا ان ننكر كره وحقد ال سعود على العراق والعراقيين وانهم يعملون المستحيل من اجل افشال العملية السياسية السلمية في العراق ورفض التغيير الذي حدث في العراق بعد ان كان العراق يحكم من قبل فرد واحد وحوله مجموعة هدفها نشر الطائفية والعنصرية والعشائرية والمناطقية والحرب الاهلية والفساد الى حكم الشعب العراقي كل الشعب بدون تمييز بين فرد وفرد لاي سبب من الاسباب او تهميش فئة معينة لاي سبب من الاسباب   وهذا هو الخطر المحدق بهم

وهذا لا يعجب ال سعود ومن معهم ولا يرضيهم ابدا فيرونه خطرا على عروشهم وحصونهم لهذا لا يمكن حماية تلك العروش والحصون الا بأفشال العملية السياسية في العراق والعودة بالعراق الى ما قبل التغيير في 2003

فجاءت هذه الوثائق لتثبت عداء ال سعود للعراق وحقدهم الدفين عليه وانهم وراء كل ما يتعرض له العراقيون من ذبح وتدمير وفساد وكل سياسي عراقي يتقرب من ال سعود فهو عميل ومأجور لال سعود ومهمته تنفيذ مخططات ال سعود واهدافهم ومراميهم

فهم الذين اشار اليهم القرآ الكريم اذا دخلوا قرية افسدوها وهم اكثر اهل النفاق نفاقا

لهذا على الحكومة العراقية اذا كان لها ضمير حي على السلطة القضائية التي هدفها حماية الشعب والوطن على القوى الوطنية الصادقة على جماهير الشعب العراقي ان تتوحد وتطالب بأحالة كل من ذكر اسمه من السياسيين العراقيين في هذه الوثائق باحالته الى العدالة واجراء التحقيق الدقيق معه ومهما كان وبدون استثناء لينال جزائه العادل وبهذا يمكننا ان نحمي العراق والعراقيين

والا فالعراق والعراقيين في خطر والا ستستمر دمائنا في الجريان

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم