أقلام حرة

الرابع والعشرون من حزيران يوم الشهيد التركماني

jasim mohamaلن ينسى التركمان يوم الرابع والعشرون من حزيران لسنة 1980 انه يوم مشؤوم في تاريخ التركمان، وهو يوم الذي اعتقل النظام البائد اول كوكبة من دعاة كركوك وهم سبعة (قاسم عباس - احمد كهية - مصطفى كاظم - عزت مصطفى - رضا رشيد - عباس احمد) من تسعين البطلة وتلتها اعتقالات في كل مناطق تركمان ايللي وخاصة في تلعفر وتسعين وتازة وداقوق وطوز وقرة تبة ومناطق اخرى حيث استشهد ٩٥٪ من هؤلاء المعتقلين، وسلم النظام جثث بعض من شهداءنا ولم يسلم الجزء الأكبر منهم وتم تسليم لعوائلهم قصاصة ورق تبين انه استشهد، وصل عدد شهداء التركمان في تلك الفترة المظلمة الكوكبة الى 550 شهيد،اعدموا هؤلاء في مرأى ومسمع العالم المتحضر كله ولم تصدر من مؤسسات حقوق الانسان اي تنديد واستنكارلهذا العمل الدنيئ ، إنه رقم مهول إذا ما قارناه مع نفوس التركمان في العراق، اما شهداء الاٍرهاب وداعش والطائفية بعد ٢٠٠٣ لقد فاق ٥٠٠٠٠ شهيدا وكل هؤلاء الشهداءمن نفس المناطق المذكورة، وأن هؤلاء الشهداء قدموا انفسهم قربانا من اجل الدين الحنيف ومن اجل العراق وذلك لاحقاق الحق وازهاق الباطل لذا نسمي نحن التركمان هذا اليوم بيوم الشهيد التركماني .

رغم ان لهذا اليوم يوم مأساوي في تاريخ التركمان الا ان عجلة التاريخ استعصت ورفضت ان تتحرك في أجواء الكسل والارتخاء وابت إلا ان تسير على جماجم الأبطال الذين حددوا بدمائهم بوصلة ومسار وغاية المشروع الاسلامي التركماني، انه يوم استفاد من تجربته التركمان كيف يأخذون ثأر شهدائهم من جلاديه وذلك عبر مشروع سياسي هدفه اسقاط النظام البائد اولا، المشروع السياسي الذي تبناه نخبة من التركمان وهم يدافعون عنه في معترك الصراع السياسي ثانيا، والعمل على إيجاد التنمية والإعمار في المناطق التركمانية ثالثا، وكانت لهذه النقاط الاثر البالغ في ظهور مؤسسة تركمانية تمكنت وبفترة وجيزة طرح التركمان بقوة في الساحة العراقية، وعملت من اجل توعية التركمان وادخالهم الى عمق الساحة السياسية ومتونها بعدما كانوا على الحوافي، ان مثل هذا اليوم اوقد جذوة متقدة في وجدان التركمان وابنائه احيا فيهم الشجاعة والغيرة على الدين وحب الوطن وحب التركمان لقوميتهم، ان دماء هؤلاء الشهداء هي التي رسمت الخارطة السياسية المعاصرة للتركمان ورسخوا معادلة جديدة في العراق ينبغي ان تكون هي الأساس في تحديد مستقبل العراق ورسم صورته السياسية ودور مكوناته وحقوقهم .

اذ نحن نحي عوائل الشهداء ونحي صمودهم رغم قلة الاهتمام بهم وبابنائهم ونحي وقوفهم المستميت لبناء العراق الجديد والحفاظ على المكتسبات نذّكر كل التركمان وخاصة الاحزاب والحركات السياسية بان هذا الوضع السياسي المعقد والمتأزم نوعا ما ينبغي الا يشغلنا بهمومنا الحياتية والسياسية الانية الضيقة عن قضيتنا المركزية ألا وهي الحفاظ على هوية كركوك وهوية تلعفر وكل مناطق التركمان، والا نستغرق في صراعات هامشية وجانبية فيما بيننا لتستنزف طاقاتنا في أمور لاتغنينا بقدر ما تسبب للمصلحة التركمانية العليا المزيد من التعقيد والمشاكل، والا ننجر الى صراعات ننحسب جهة مقابل جهة اخرى وتكون كركوك ومناطق التركمان ثمنها وعربون بيعها، وان بعض اصدقاء الامس من الدول بدأوا لا يهمهم كركوك ومناطق التركمان امام مشروعهم الكبير والنتيجة خسارتنا نحن التركمان ، ألا يحق لنا ان نسأل هذا السؤال البسيط؟ ونحن نعيش لحظات مع هذه المناسبة الكريمة (ان الشهداء قدّموا أغلى ما يملكون من اجل عقيدتهم وقضيتهم وأدوا تكاليفهم على احسن وجه فماذا قدمنا نحن؟!!) ان مسؤليتنا كبيرة جداً، هل استطاع أحد منا ان يجزم بانه أدّى تكليفه القومي والشرعي امام هذه الهجمة الشرسة على مناطقنا بالشكل المطلوب؟

 

جاسم محمد جعفر

 

في المثقف اليوم