أقلام حرة

اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب .. من أكثر منا معذبون

MM80في عالم فقد الكثير من قيمه الانسانية ، بعدما لفت العولمة في أرجاع المعمورة محدثة فوضى في القيم والاخلاق تاركة فجوة كبيرة في إخلاقيات البشر فعلى الرغم من أن العالم بأجمعه قد شهد التعذيب على أختلافه ولم تسلم منه قارة من قارات العالم قديما وحديثاً ؛ إلا أن مايحدث اليوم في العراق من تجاوز صارخ على كل القيم السماوية والشرائع الوضعية يجعلنا أكثر الشعوب التي تتعرض للتعذيب والاضطهاد النفسي في الوقت الحاضر فالمئآت يذهبون شهرياً ضحايا العنف والارهاب تقتص ارواحهم المفخخات التني تتناوب انواعها على ذلك ولنتصور أي عوامل نفسية فضيعة تتركها مناظر الاجساد المقطعة والاشلاء المتناثرة لذوي الشهداء من آثار نفسية عميقة التأثير قد لا يكون الزمن كفيلاً بإزالتها من نفوسهم الثكلى .

السادس والعشرون من حزيران يوافق دوليا اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب ، تهدف فيه الامم المتحدة الى القضاء على التعذيب نهائياً من العالم ، وشعبنا العراقي بأكملة بحاجة الى المساندة الدولية لغرض التغلب على آثار العذاب الذي يكابده بفعل العمليات الارهابية التي تطاله بصورة مستمرة بل أن شعبنا بحاجة الى المساندة الدولية في القضاء على مسببات العذاب المتمثلة بالعصابات الارهابية وشعبنا بحاجة الى دعم المنظمة الدولية في إعادة بناء مدنه التي مزقها الارهاب الاعمى من خلال صندوق الأمم المتحدة للتبرعات لضحايا التعذيب وأسرهم .

حتى اللحظة يكون مئآت الآلاف من العراقيين قد ذهبت أرواحهم ضحية للعنف الغير مسبوق في دول العالم أو حتى دول الجوار حين تعرض شعبنا ولايزال لما يشبه الابادة الجماعية .. فالحروب والمقابر الجماعية القديمة والحديثة منها والعصف الارهابي الهمجي الذي يأتي بهمجية بالغة على أرواح شبابنا أنما هو المثال الحي على أحد أكثر انواع التعذيب بشاعة ، فالمناظر التي تعرض عن شبابنا من شهداء سبايكر ، أحدثت شرخاً عميقاً في نفوس أبناء شعبنا ونحن نرى جثثهم الطاهرة وهي تلقى في النهر مضرجة بدمائها ، وغيرها من مناظر الذبح والحرق والتفجير ، كلها عوامل لتوطين الحسرة والحزن كعذاب دائم يستبيح نفوسنا عند كل ذكرى لعزيز فقدناه في زحمة العنف واتون الطائفية أو حتى أولئك الذي غيبت اجسادهم ولم يعرف لهم مصير حتى اليوم .

على الحكومة أن تباشر بوضع ستراتيجية تهدف الى مساندة ضحايا التعذيب نفسياً واجتماعيا واقتصادياً وأن لا تتوقف عن ذلك لأنها حينها ستخسر شعباً بأكمله بعد أن تكون قد كسبت الشعب كله بالبقاء معه وقريباً منه في محن العذاب الذي يتناوب عليه منذ عقود من الزمن ، إذا أرادت الحكومة أن تنجح في تنفيذ إجندتها عليها أن تقترب كثيراً من أولئك الضحايا وذويهم وتكون لقرارتها بالخصوص البلسم الذي تلتأم منه جروحهم على الرغم من كثرتها .. حفظ الله العراق

 

زاهر الزبيدي

 

في المثقف اليوم