أقلام حرة

اللغة والدين والإرهاب!!

MM80الأديان نصوص، وقد يرى البعض غير ذلك، لكن جوهر كل دين يكمن في نصوصه، ولا دين بلا نصوص.

كما في الأديان الثلاثة المعروفة بكتبها، وغيرها من الأديان ذات النصوص المتداولة.

والنص مكتوب بلغة، ولكي يتحقق إدراك النص لا بد من معرفة لغته ووعيها بالكامل.

ومَن لا يعرف لغة النص، لا يمكنه أن يدّعي فهم دينه وعقيدته المكتوبة بلغة يجهلها.

ومشكلة معظم الأديان، هذه الهوة الشاسعة ما بين اللغة والنص، أي ما بين المتدينين بدين، ولغة نصوص ذلك الدين.

وعندما نقترب من الدين الإسلامي، فأنه دين لديه كتاب وسنة وأحاديث ونصوص كثيرة، ولغتها العربية، والذي يريد أن يفهم الدين ويعبّر عن جوهره، لا بد له من إحاطة كاملة بلغة الضاد.

وما يتحقق في الواقع العربي، أن الجهود حثيثة وماضية لإضعاف اللغة العربية وتدميرها أو إلغائها، وإفقادها لدورها وقوتها وقدرتها على التفاعل الحي مع الحياة.

وبضعف اللغة يضعف الدين عند العرب، وبضعفه عندهم يضعف عند غيرهم، لأن العرب من المفروض أن يكونوا أدرى الناس بالدين، لأن نصوصه مكتوبة بلغتهم والقرآن عربي.

وبناء على ضعف اللغة العربية عند العرب، جعلهم لا يستوعبون الدين كما هو، وإنما كما يحلو لهم أن يرونه ويتمنطقون به، مما دفع إلى طروحات عجيبة غريبة لها تابعين جاهلين بلغة العرب.

وبسبب التشظي الإدراكي الناجم عن الإمعان بجهل لغة الضاد، تعيش الأمة الإسلامية، مرحلة صعبة وقاسية، تنتشر فيها أوبئة عقائدية خطيرة، ذات قدرات مطلقة على إصابة البشرية بمقتل.

ومن أهم خطوات مواجهة هذه المحنة العقائدية، أو النكبة الإدراكية التي تمر بها الأمة، هو العودة إلى اللغة وترسيخ أهميتها ودورها في الحياة المعاصرة، والجد والإجتهاد في تعليمها وتعظيمها، وربطها بالهوية الذاتية والوطنية والدينية والحضارية.

فلن يصنع العرب حضارة معاصرة، إذا أهملوا لغة الضاد التي بها أنزل القرآن، وتكلم نبيهم وعلماؤهم وجهابذة فكرهم وحضارتهم عبر القرون.

فعودوا إلى اللغة العربية، وتعلموها وإدرسوها وتمتعوا بثراء مفرداتها وجمالها ودلالاتها ومعانيها، لكي يتحقق القضاء الشامل على الإرهاب!!

 

د-صادق السامرائي

في المثقف اليوم