أقلام حرة

التلاوم يخدم التطرف

watheq aljabiriثمة تفاعلات آنية تثور لأيام، ثم تعود بالضمور بعد كل حادث إرهابي، وكأن التعامل تسطيح لخطوط عرض وطول، أمتدت كالمناشير لتغيير خرائط العالم.

تجاهلت كثير من شعوب المعمورة البحث، عن أسباب التطرف والغلو؛ لأسباب سياسية وحزبية شوفينية دينية، وفكرية متطرفة.

تمظهرت القراءات السطحية، بغياب الوعي عن دراسة بواعث الإرهاب، وفهم كل طيف تعريف منغلق عن تفسير الظواهر العلمية والعقلية؛ لمسببات المحرض والمتفاعل والمؤيد والفاعل، وأصبحت كمنظمات شريكة في الصناعة حتى وأن كانت بطرف واحد من التماس، وخلقت شروحات واهية للهروب من رذائل الأفعال والسقوط الأخلاقي، وتعلن الرفض ظاهراً، وتمد له الوقود باطناً، من تحت عباءة التمظهر بالإبتعاد عن الموبقات.

إعتادت القنوات الفضائية وما تمثل من نخب مثقفة، أن تنآى بنفسها ظاهراً عن مسببات التطرف، وأثم الأفعال الإجرامية، وتعمد إظهار الطهرانية والبعد عن شراكة الإرهاب، فمرة تصنع له هالة كبيرة وصور متعددة الجوانب، وآخرى تلقي باللوم على مؤسسات دينية ذات خطاب عقائدي متطرف؛ بينما خلفه ذيوله من أجل الحصول على مكسب مادي، أو أمن من الإرهاب، أو توائمه بمعتقد فكري يتلائم مع متبنياته.

أستيقض هلع الشعوب، على صورة شخص مقنع الوجه، وهو يحمل رأساً مقطوع وسكين يقطر دماءً، وحرائق النفس للإنتقام من الحاكم، وإحراق الأبرياء لتحقيق المغانم، وإخضاع الشارع للذباح، ومفخخ يجوب المطارات؛ للبحث عن أكبر تجمع بشري وصدى إعلامي؛ حتى ينتحر تحت تأثير مدارس التطرف وأبواق الإعلام، التي قسمت العالم الى نصفين: خائف يحاول أظهار شراسة أفعاله وقباحتها، ومؤيد يغطي الجريمة بأعذار واهية، وكلاهما صنعا لذلك الكائن الغريب؛ هالة من القوة والتمرد والإنفلات الإنساني، التي جذبت شباب أنغمسوا في الرذائل، ومهدت له مدارس التطرف؛ أن الطهارة من الأنحراف، هي غرق بالجريمة وإشباع بالقتل؛ يغسل القاذورات بالدماء؟!

إن الصلاة الجماعية التي أقيمت في عدة عواصم إسلامية، جزء من صحوة مؤقته، تحتاج الى صفاء نفوس ويقين أن الإرهاب لو وجد فرصة الى تمزيق تلك الصفوف لفعل، وأن وقت التفكير بالذهاب للصلاة، يساوي وقت أنطلاق الإنتحاري من بلده الى محطة الإنفجار، وخطوات المسير الى المسجد تساوي الخطوات النهائية للتفجير، إذا هو تحدي بالوقت والمسافات والتفكير، فمَنْ يغلب مَنْ؟!

ينطلق الإرهابي من مسجد مشحون بالتطرف، وتنطلق عجلة بناء الحياة من مسجد يتبرأ من الأفعال الإرهابية، أله وقبلة وكتاب واحد؛ لكن منهج التفسير مختلف؟!

أعتاد كثيرون على رمي الكرة في أحضان غيرهم، كي يصوروا للعالم أنهم الأبعد عن التطرف، وتستروا كي لا يكشفوا أن الندان تورطوا في منهج التخاذل والإبتعاد عن المسؤولية، وسادت لغة التلاوم، وخرجوا من مسجد الإجتماع، الى فضاء تفرقهم المناهج المتطرفة، وتركوا العبثية هي من تحرك خيوط الجريمة، وتمزق الإنفجارات قرآنهم، وتخلط الحقيقة بالوهم؛ فالّلادولة تخرب الدول، والتنظيم الّلإسلامي يعبث بمفاهيم الإسلام.

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم