أقلام حرة

دفاعا عن الشرعية النضالية بمدينة مكناس

elmrazik almustafaبنضال طويل ومرير، استطاعت ثلة من المناضلات والمناضلين بمدينة مكناس كسب تعاطف واسع من لدن الساكنة في العديد من المواقع وعلى صعيد واجهات متعددة.

وهذا في حد ذاته يعتبر مكسبا يشكل خطوة حيوية على طريق تعميق النضال الديمقراطي والارتباط الكفاحي بالحركة الجماهيرية المكناسية في ساحة النضال اليومي.

كما تعتبر هذه التجربة السياسية النضالية الجديدة، تعزيزا للصف الديمقراطي والتقدمي المحلي والإقليمي بمدينتنا، وذلك في أفق بناء جبهة واسعة وفاعلة ضد الفساد والمفسدين.

إن الضرورة التاريخية اليوم في مكناس تؤكد لنا كل يوم، أن الكائنات الهزيلة ولوبيات الفساد لم تعد لها مكانة بين الساكنة.

إن الآفاق المنفتحة والمتفتحة اليوم في مكناس، والتعاون المشترك بين النخب الوطنية والديمقراطية، وأبناء الشعب المكناسي من مختلف المواقع والانتماءات السوسيومهنية، تؤكد على ضرورة حماية المدينة من العسكرة الانتخابوية للجماهير الشعبية المغلوبة على أمرها.

كما أن الشرعية النضالية المكتسبة اليوم على أرض الواقع، وبعرق الجبين، تستمد قوتها من عدالة القضية، ومن مناصرة حركة التحرر المكناسية.

إن تحرير مكناس من الاستبداد الانتخابوي، هو نصرة شعبية لساكنة مكناس وللوطن برمته.

و من نفس المنطلق، نعتبر هذا الطموح مستحق وليس ممنوح، إنها قناعة راسخة نؤكدها اليوم على ارض الواقع المكناسي، وسنزيد من بلورتها في كل الأحياء السكنية حتى الانتصار على الكائنات الهزيلة والمبتذلة.

إنها فرصة الجهر بالحقيقة أمام ساكنة مكناس المتعطشة للتغيير، ضدا على القوى الرجعية واليمينية المتطرفة والسلفية الماضوية.

ان معركة التغيير في مكناس لن تكون سهلة كما يتصورها البعض، وتعتبر الاستحقاقات المقبلة حلقة من حلقات صيرورة النضال والكفاح الشرعي والمسؤول، من أجل قضايانا المكناسية.

الشرعية النضالية التي ننطلق منها اليوم، شرطا أساسيا لكياننا السياسي، وممارسة سياسية مستعجلة لإعادة الثقة للمواطن المكناسي.

و من نفس الموقع والهدف، ندعو إلى رفع التضييق على نضال كل الشرفاء التقدميين من مختلف انتماءاتهم التقدمية واليسارية بمكناس، ونطالب بوضع حد لتدخل السلطة ولانحيازها لبعض الكائنات ودعم الجمعيات المشبوهة.

و بناء على ما سبق ندعو، كذلك، إلى الانخراط والتعبئة، لتحويل المعركة إلى محاكمة شعبية وجماهيرية لكل المستهترين بالمال العام والمتلاعبين بتاريخ وأمجاد مكناس.

إن "المدرسة البنشيخية" وورثتها مضى عهدها وانقضى، وستكون مسيرتنا شاقة لتفكيك ما تبقى من جيوبها.

هناك شهادات مكناسية حية، تحكي عن زمن " العامل ايت مومة" الذي كانت عساكره المدنية والمخزنية ترغم الناس بالقوة لمساندة هذا المرشح أو ذاك. انه زمن مغرب الجمر والرصاص الذي لا زالت آثاره – للأسف- معشعشة في اوكار بقايا هؤلاء الكائنات الهجينة التي لا زالت تفتخر بمدرسة الفساد.

إن النضال بمدينة مكناس تحدي سياسي وثقافي، واختيار تحرري، وكفاح يومي..يشبه النضال الفلسطيني الوطني ضد قوة الاحتلال. وأي استمرار لاحتلال مكناس من طرف لوبيات الفساد، ليعتبر طعنة في المؤسسات وفي قدرة الدولة على تخليص المكانسة من أطماع الطامعين وناهبي المال العام ومن يدور في فلكهم.

إن الساحة السياسية المكناسية تعرف اليوم انكسار إلى شطرين: شطر الهيمنة الانتخابية، يجمع أصحاب النفوذ وزبناءهم، وشطر يقف في وجه الطغمة الفاسدة، المستغلة لكل أدوات الجماعة من دون حسيب ولا رقيب.

إن مكناس اليوم في حاجة لنسائها ولبناتها ولشبابها ولرجالاتها..مكناس في حاجة إلى جبهة محلية تقدمية ديمقراطية تقف ضد الاستبداد الانتخباي وحلفاءه الرجعيين.

 

المريزق المصطفى

في المثقف اليوم