أقلام حرة

عامً في المهجر

bahaa albasriيمر الانسان غالباً بمنعطفات كثيرة وقد تُشّكل هذه المنعطفات تأثيراً واضحاً في حياته فالانسان الاعتيادي الذي يعيش ببلد كالعراق لابد من ان يصادف بحياته الاستثنائية الغير طبيعية تغييرات ذات طابع تأثيري وقد تنقلهُ من مكان الى اخر وكلنا نعرف مامرَ به العراق قبل سنة تحديداً من انهيارات وانقسامات وتحديات كانت الابرز منذ عقود فالموصل ماعادت موصل بأحتلال (داعش) المتطرف لها وحالها حال الانبار واجزاء من صلاح الدين وكركوك ومانتجَ من هذه الاحتلالات مصائب وويلات كانت الاقسى على العراقيين بمجمل اطيافه ومكوناته ولانريد الغوص بالمسببات والاسباب التي ادت الى كل ماهو عليه الان من ازمة شائكة وحل هذه الازمة هي مهمة اصبحت شبه مستحيلة فلا قرارات جدّية ولا اهداف حقيقية من هذا وذاك والانسان البسيط تائهاً في هذه الدوامة المغلقة، ها انا بالامس كنتُ بوطنً اسمهُ العراق واليوم اعيشُ بمنفىٰ حيث ابعدتني الضروف عن وطنً طالما عشقتُ ارضه وناسه وهذا حال العراقيين جميعاً حين تركوا ديارهم وهربوا من بلد هو ابسط من ان يُقال عليه وعذراً للعبارات القاسية بلدً جحيم، وطنً فقد ٓسيطرته على كل شيء والقدرة الالهية هي السبب الوحيد بأستمراره على قيد الحياة فما نعانيه نحن التائهون في ارض المنفى من غربة ودموعً وقهر وهجرانً ، وارضً موحشة ومصير مجهول كلها تجسدت بأنسان اسمهُ العراقي ولا نعرف ماتخبأهُ السنين القادمة من غموضً مظلم وشتات مستمر بأنتظار متى يصحى العراق من كبوته وغيبوبته المستمرة ولابد من ان نتمسك بالامل فالتفكير به هو خطوة ايجابية نحو انفراج حقيقي وان اصبحٓ مستحيل لكنهُ موجود

 

بهاء البصري/تركيا

في المثقف اليوم