أقلام حرة

رجل الدين والعلم

MM80المعروف جيدا ان رجل الدين لا علاقة له بالعلم ولا يتدخل بشؤونه ويكون بعيدا كل البعد عن العلم فللعلم اهله وهذه حقيقة يقرها كل رجل دين فاهما وعالما بالدين ومتمسك بقيمه الانسانية السامية

فمهمة رجل الدين اقامة العدل وازالة الظلم مهمة رجل الدين اصلاح الناس وارشادهم الى الطريق الصحيح

مهمة رجل محاربة الطغاة الفاسدين الظالمين وتحدي ظلمهم وفسادهم وطغيانهم من خلال كلمة حق امامهم تكشف زيفهم وخستهم وامنية رجل الدين الذي يفهم الدين الفهم الصحيح ان يستشهد على يد هذا الطاغية الظالم الفاسد بعد ان يقول له كلمة الحق

مهمة رجل الدين ان يعلم الناس التمسك بالحق بالصدق وان اضره ويتجنب الباطل الكذب وان نفعه

مهمة رجل الدين ان يوحد الناس نحو الخير نحو المحبة ويجنبهم الشر والكراهية

الا ان المؤسف والمؤلم نرى بعض الرجال الذين اطلقوا عليهم رجال دين والحقيقة هؤلاء لا يمتون للدين باي صلة لانهم لا يفهمون الدين ولا العلم وتدخلهم في شؤون الدين يسيئون اساءة بالغة للدين فهؤلاء يتخلون عن مهمتهم التي امرهم الله ويتوجهون الى مهمة ليست من اختصاصهم

لهذا على اهل الدين ان يتصدوا لهؤلاء وكشف حقيقتهم ومنعهم من الاساءة للدين ودعوتهم الى الكف عن التحدث باسم الدين

فرجل الدين انسان صادق وامين ونزيه وناكرا لذاته ومتجاهلا لرغباته الخاصة منطلقا من مصلحة الاخرين ورغبات الاخرين مهما كان هذا الاخر

فالدين رحمة للناس اجمعين وهذا ناتج من خلال افعال وتصرفات اهل الدين وعلى رأسهم رجال الدين

للأسف بعض رجال الدين المتخلفين فكريا والجاهلين في الدين الذين يطلبون الشهرة والمال كثير ما يظهرون في وسائل الاعلام المرئية ويحاولون ان يجعلوا من انفسهم علامات بارزة في العلم والدين والحقيقة انهم اجهل الجهلاء في الدين والعلم ويعملوا على نشر هذا الجهل والتخلف

فأحد هؤلاء الجهلاء المتخلفين تحدث في اصل الانسان ونشأة الوجود حاشرا الدين والكتب المقدسة في هذا الشأن رغم ان الدين والكتب المقدسة لم يتطرقا الى العلم الى اصل الانسان ونشأة الكون بشكل واضح وجلي وانما تطرق من باب الوعظ والارشاد من باب الهداية والنصيحة وليس من باب العلم والمعرفة فهذه ليست مهمة الدين ولا الكتب المنزلة ولا اصحاب هذه الكتب ولا رجال الدين الملتزمين والمتمسكين بالدين والكتب المنزلة ولا اصحابها لكن تدخل بعض رجال الدين بمثل هذه الامور وحشر الدين والرسالة وصاحب الرسالة بشأن العلم ادى الى فشل الدين والكتب المنزلة واصحاب هذه الكتب في اداء رسالتها وبالتالي اصبح الدين والكتب المنزلة واصحاب هذه الكتب موضع سخرية واستهزاء من قبل الاخرين

فرجل الدين مهمته اصلاح المجتمع اصلاح الاخرين ولا علاقة له بالفيزياء او الكيمياء ولا بأصل الوجود ولا كيفية خلق هذا الوجود

من اكبر الاخطار والاضرار التي لحقت بالدين هو قيام بعض رجال الدين الأميين الذين لا يفهمون في الدين ولا في العلم بترك مهمتهم والتخلي عن واجبهم واختصاصهم والتوجه الى امور لا علم لهم بها ومن هنا تأتي خطورتهم على الدين واهل الدين

فلا قيمة للدين ولرجل الدين اذا لم يقم عدلا ويزيل ظلما وهذه مهمة وواجب الدين اما اذا لم ينجز رجل الدين هذه المهمة فان رجل الدين لص وان الدين ستار لحماية اللص

فالفقر كفر والظلم كفر والجهل كفر

فأذا وجد فقير واحد مظلوم واحد جاهل واحد في اي مجتمع فان هذا المجتمع مجتمع كافر حتى لو اصبح كل بيت فيه مسجد ومعبد وكل افراد المجتمع صائمين نهارهم قائمين ليلهم واول افراد المجتمع هم رجال الدين

واخيرا نقول مهمة الدين ورجل الدين اقامة العدل وازالة الظلم في الدنيا والا لا قيمة للدين ولا لرجل الدين

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم