أقلام حرة

أوجه الشبه بين الامام علي والزعيم عبد الكريم

MM80لا شك ان هناك تشابه بين سلوك واخلاق الامام علي وبين سلوك واخلاق الزعيم عبد الكريم فأنهما يتشابهان في حبهما للفقراء وتأكيدهما على اقامة العدل وازالة الظلم والنزعة الانسانية ونكران الذات والتضحية من اجل الاخرين ونظرتهما للمسئولية للحكم للخلافة لا قيمة لها ولا تساوي فردة نعل ممزقة اذا لم تقم عدل وتزيل ظلم كما انهما عاشا حياة متقشفة الى درجة فاق الزاهدين لا كرها في الحياة وانما من اجل الحياة لان زهد الحاكم المسئول دليل على امانته وعفته

هذه حقائق ملموسة لا يمكن ان ينكرها اي شخص سواء كان محب ام عدو فكل الذين وقفوا ضد الامام علي وضد الزعيم عبد الكريم اقروا واعترفوا بنزاهة وعفة وصدق واخلاص وتضحية الامام علي والزعيم عبد الكريم

الامام علي والزعيم عبد الكريم وصلا الى الحكم بطريقة استثنائية وواقع مرفوض لهما رفضا كاملا وظروف غير ملائمة يسودها الظلام والفساد والغدر والخيانة والكذب وكل انواع الرذيلة لكنهما لم ولن يتنازلا عن القيم والمبادئ الانسانية حيث تمسكا بالصدق وان اضرهما وتجنب الكذب وان نفعهما من الطبيعي لم يصمدا امام هذا السيل الجارف والسائد من الكذب والفساد والوحشية والظلام واخيرا قتلا وذبحا

رغم المسافة الزمنية بين الامام علي والزعيم عبد الكريم الا انهما عاشا نفس الظروف وواجها نفس التحديات وذبحا بنفس الايدي واتهما بنفس التهم

فالامام علي والزعيم عبد الكريم كانا خارجان على الدين والشرع هذه هي التهم التي وجهت اليهما لانهما احبا الفقراء وسعيا لازالة الفقر وحرما اذلال الانسان وقهره

من التهم والسلبيات التي وجهت الى الامام علي والزعيم عبد الكريم ان حكمهما قتح بابا للحروب الاهلية وجريان الدم ولولا الامام علي لما حدثت الحروب بين المسلمين انفسهم ولولا حكم عبد الكريم قاسم لما وصل اليه العراق ما وصل اليه

احد طبول اعداء العراق والعراقيين الذين يمثلون مواقف ووجهات نظر هؤلاء الاعداء وصف ثورة 14 تموز عام 1958 باليوم الاسود واعتبرها بداية النهاية لانهيار العراق ووصف من يسمي هذه الحدث ثورة بالجاهل واعتبر كل ما حدث ويحدث في العراق من عنف وارهاب وفساد وانهيارات مختلفة في كل المجالات الا نتيجة لذلك الحدث ووصول الزعيم عبد الكريم على رأس الحكم وذرف الدموع على المجموعات التي كانت تقبض على السلطة ومجدها ومنحها صفات ربانية

وهذه التهم والاساءات وجهت الى الامام علي ومن معه وطريقة وصوله الى قيادة المسلمين واسلوب حمكه فاتهموه بتهم انه لا يصلي وانه مدمن خمر وكان يصلي وهو مخمور وان سبب نزول الاية الكريمة التي تقول لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى كانت تحذير وتنبيه للامام علي كما انه احدث احداثا كبيرة في الاسلام وشق صفوف المسلمين لهذا اصبح لعنه وخاصة في الصلاة من افضل الاعمال التي تقرب المسلم الى الله وتقرب الله منه وتدخله الجنة لهذا كان يوم ذبحه فرحة كبيرة افرحت اهل الارض والسماء ورقص لها اهل الجن والانس

لا ننكر ابدا ان احداثا كبيرة وخطيرة من سلبيات من عنف من حروب من فساد في زمن حكم الامام علي والزعيم عبد الكريم قاسم لكن السؤال لماذا حدثت كل ذلك وبهذا الشكل السافر التي ادت الى ذبحهما

السبب واضح لانهما التزما وتمسكا بالقيم الانسانية السامية لانهما تمسكا بالصدق والحق وان اضرهما وتجنبا الكذب والباطل وان نفعهما في الوقت واجها عدوا متوحشا حقيرا كاذبا غادرا خسيسا استخدم كل وسائل الغدر والخيانة والخداع والضلال بحيث استطاع ان يحجب الحقيقة ويعمي البصر والبصيرة

هل الالتزام بالحق والصدق والتمسك بالامانة لا يصلح للحكم ام انه جاء في ظروف غير ظروفه وزمان غير زمانه ام ماذا

فالكاذب الفاسد الحقير الغادر اللص المنافق الجاهل يحكم ويسود والجميع خائفة خاضعة له فهذا الطاغية الحقير الغادر الداعر اللص الامي مثل معاوية الذي حكم 40 عاما ومثل صدام الذي حكم اكثر من 35 عاما

في حين نرى الصادق الامين النزيه العالم يرفض من قبل الآخرين ويرفضون تنفيذ اوامره بل يتآمرون عليه ثم يذبحونه مثل الامام علي والزعيم عبد الكريم

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم