أقلام حرة

في ذكرى رحيل العلامة السيد محمد حسين فضل الله

oday albaldawiهكذا اقتضت مشيئة الله، ان لا تكون حاضراً حين كان الغدر ينتظرك في انفجار الموت المفخخ في (بئر العبد)، ليأخذك في رحلة اللاعودة الى المنبر والكتاب ..

لم تكن موجودا في بيت عليّ عليه السلام حين شهدت على التاريخ بضعف روايات كسر ضلع الزهراء عليها السلام ..

ولم تكن موجودا حين هدّد عمر بن الخطاب بإحراق البيت على من فيه وان كانت فاطمة !! ان لم يخرجوا لبيعة أبي بكر، حين رأيته دليلاً كافياً على الجرم ..

كما ان الذين انتقدوا آراءك لم يكونوا هناك ..

الا انك كنت قريباً من محيطك العربي والاسلامي الاجتماعي المعاصر، وتدريه يتحسّس من آراء كالتي عرضتها، لكنك فعلت ..

هكذا هي اجواء الفكر والدين والسياسة والجهاد والثقافة، حيث كنت معها في رحلة عبر مئات السنين الماضية لتقف هناك وترى رأيك ..

انها رحلة الكشف عن الفارق بين وصف المظلومية وبين الإحساس بها .. بين التزام السرد التاريخي للمظلومية وبين اعادة قراءة التاريخ من اجل انسان قادر على صناعته، في مجتمع تعطلت فيه حركة التاريخ منذ زمن بعيد وتحوّل الى مجتمع استهلاكي للتراث، يستخدم تقنيات الغرب لرفد حركة الجمود التاريخي فيه، فلا نزال بعد مرور اكثر من الف عام على الاسلام المحمّدي الانساني التقدمي، نعيشه بعيدين عن قيمه الرائعة .. عن فهم اجوائه واحدائه .. عن قدرة النهوض بتلك القيم لتغيير واقعنا السيء ..

رحلتَ بعد ان اقترنتْ سنوات عمرك بالاجتهاد والجهاد في سبل الثقافة والفكر والمعرفة، فصنعتَ انسانك الذي صاغته معرفتك الدينية في حوزة النجف الأشرف، لتقف عبر مراصدك تراقب بزوغ هلال الفكر المنتج المعطاء في سماء المجتمع الاسلامي المعاصر ..

 

عدي عدنان البلداوي

 

في المثقف اليوم