أقلام حرة

رسالة بندر انذار وتحذير لال سعود

لا شك ان بندر بن سلطان بحكم علاقته الطويلة وخدمته الطويلة في المخابرات الغربية والامريكية والاسرائيلية منح خبرة واسعة ومعلومات كثيرة ودقيقة حول سياسة الدول الغربية ومخططاتها ورؤيتها الدقيقة للاحداث الجارية وللأحداث الآتية

ربما كان بحكم عمله وانشغاله في خدمة المخططات الغربية والامريكية والصهيونية في المنطقة فرض عليه عدم فهم النوايا والمصير الذي تؤول اليها الاحداث او فرضت عليه تجاهلها ونكرانها معتقدا بصدق نوايا الادارة الامريكية والحكومات الغربية الحليفة لها ومن ضمنها اسرائيل سيدة هذه الدول

لكنه بعد تخليه عن مهامه الاستخباراتية وخدمته للمصالح الامريكية والغربية والاسرائيلية منح الوقت والحرية للأختلاء بنفسه وبدأ بمحاورتها كما ان التغيرات السريعة في العالم و في المنطقة العربية خصوصا كشفت له بعض الاسرار فبدأ يدرك الامور بصورة غير الصورة السابقة التي كان يتصورها حيث وصل الى قناعة تامة بان ال سعود كانوا مجرد بقر حلوب تدر ذهبا الى امريكا وحلفائها ليس الا وبمجرد ان يجف ضرع ال سعود ويتوقف الدر اويقل دره يسحقونهم كما يسحقون اي حشرة ضارة

فمثلا كان يعتقد ان ايران سوف تنهار وتتلاشى لان الادارة الامريكية تعهدت بذلك ولا يحتاج الا مجرد وقت وفجأة تظهر ايران دولة نووية عظمى خرت لها الدول الست العظمى ساجدة معترفة بانها دولة لها وزنها ولها تأثيرها

فشعر بالخطر والخوف فصرخ مذعورا مرعوبا ان انتصار ايران هزيمة لال سعود وان نجاح ايران فشل لال سعود

يا ال سعود اين المفر لا عاصم لكم ربكم امريكا تخلت عنكم

وانطلق بندر في رسالته محذرا ومنبها ال سعود من الولايات المتحدة مستندا لقول هنري كسنجر على أعداء امريكا ان يخشوا اميركا لكن على اصدقائها ان يخشوها اكثر فسياسة امريكا في الشرق الاوسط عموما وسوريا والعراق واليمن وان كانت تصب في الظاهر في مصلحتنا وفي خدمة مخططاتنا وهي زرع الارهاب والفساد والدمار ووقف المد الشيعي الا ان اميركا لها اهداف اخرى خاصة بها ومن الممكن ان تغير خططها وبالتالي تنقلب الامور ضدنا والدليل الاتفاق الاخير بين امريكا وايران والتي اعترفت بايران دولة كبرى ومن الطبيعي ستبدا مرحلة جديدة في المنطقة يتعزز دور ايران وبالتالي يتعزز دور شعوب المنطقة للمطالبة بحقوقها الانسانية وخاصة شعوب الجزيرة والخليج وبالتالي تتلاشى حكومات العوائل المحتلة

ونتيجة لهذا دعا وطلب من ال سعود وبقية العوائل المحتلة للخليج والجزيرة ان تفتح عيونها على كل شي يجري ويحدث لان المنطقة بحالة غير مستقرة وحبلى ومن الطبيعي ان تحدث احداث غير متوقعة

كل اهل الخبرة والاختصاص اكدوا وأقروا ان الاتفاق الذي تم بين ايران والدول الست الكبرى سيؤدي الى انهاء العنف والارهاب في العالم وستتوجه شعوب المنطقة الى العلم والعمل الى بناء اوطانهم وسعادة شعوبهم الا الذين في قلوبهم مرض ال صهيون وال سعود اي الذين يعيشون على العنف على الفساد فهؤلاء رفضوا الاتفاق

لكن بندر غرد خارج السرب حيث حذر الامريكين والعرب من الفوضى القادمة

السؤال لماذا حذر الامريكيين والعرب من الاتفاق النووي بينهم وبين ايران وهم الذين وافقوا عليه واعتقد انهم اعلم بمصلحتهم اما العرب فهم اكثر المستفيدين من هذا الاتفاق لان هذا الاتفاق سينهي الارهاب الذي تتعرض له الشعوب العربية على يد الارهابين الوهابين المدعومين من قبل ال سعود

نعم ستحدث فوضى في الجزيرة والخليج ليست لغزو خارجي او تدخل اجنبي وانما نتيجة لثورة ابناء الجزيرة والخليج ومطالبتهم بحقوقهم الانسانية بحكومات حرة منتخبة من قبلهم تضمن لهم المساوات في الحقوق والواجبات وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة وهذا لا يرضي طبعا ال سعود وبقية العوائل المحتلة للخليج والجزيرة بل تعبره كفر ومن يدعوا الى ذلك كافر والكافر يذبح وتقدم زوجته الى الامير

كان المفروض ببندر بن سلطان ان يحذر ال سعود وال نهيان وال ثاني ويقول لهم الحياة تغيرت وتبدلت وحكم العوائل لا يصلح ويجب ان يزول والا سيزول بالقوة كما زال صدام والقذافي وغيرهم الكثير ربما كان يقصد ذلك الا انه لا يملك الجرأة على قول ذلك

لكن بندر بن سلطان خرج عما هو عقلاني وعاد الى اعراف البداوة عندما قال ان الامور تتجه نحو الاسوأ ويجب ان نتخذ التدابير اللازمة لاي تطور بسبب هجمة وشرور جيراننا مع الاسف الشديد فمنطق القوة هو المنطق الوحيد الذي يفهمه جيراننا

لا شك انه يقصد بجيراننا ليس العراق ايران ولا اليمن وانما يقصد ابناء الجزيرة وانه يعلم علم اليقين بان ال سعود لا يتعرضون لاي خطر خارجي وان ايران وغير ايران لا تشكل اي خطر عليها وهذا ما اكده الرئيس الامريكي والساسة الامريكيين كما ان الادارة الامريكية لها القدرة على حماية ال سعود من اي قوة خارجية كما اكدت ان الخطر الحقيقي الذي تتعرض له عائلة ال سعود هو داخلي اي من ابناء الجزيرة العربية وهذا ما اكده واعلنه الرئيس الامريكي امام ممثلي هؤلاء البقر الحلوب عندما دعاهم الى اسطبل كام ديفيد ان الادارة الامريكية لها القدرة الكاملة على حمايتكم من اي عدوان غزو خارجي الا انها عاجزة تماما عن حمايتكم من غضب ابناء الجزيرة لهذا على ال سعود ان يتراضوا ويتصالحوا مع ابناء الجزيرة اي يخضعوا لابناء الجزيرة ويلبوا مطالبها المشروعة بالحياة الحرة الكريمة وينهوا احتلالهم للجزيرة والا فالجزيرة والخليج ستواجه موجات وعواصف لا تذر ولا تبقي

والعاقل من اتعظ بغيره

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم