أقلام حرة

سيدات الخضراء بين جاد ونجاد والجهاد

watheq aljabiriمخجل جداً، أن يتحدث بعض المسؤولين عن النزاهة والوطنية، ولم يواطنوا الشرف إلاّ في شعاراتهم؟! وعيب على من يتقمص السياسة بثوب أنيق، ويتعامل خلف الكاميرات أسوء من بائع الرقيق.

يَفهم بعضهم أن الحرية إطلاق الممارسات بلا قيود، والديموقراطية لشخوص؛ خارج إرادة الشعوب.

وصلنا متأخرين الى مركب الديموقراطية، وألقتنا الدكتاتورية على شواطيء ساسة يقتادون شعبيهم بالشعارات والطائفية، وجملة روايات وقصص يكذبها الواقع، ولافتات في المكاتب ومقدمات خطب رنانة طنانة، أكلت الحاضر وإستدانت من المستقبل، وأن تسأل عن الفساد؛ يقال الدين واليمين لسنا من أهله، وقصورهم شواهد على أن البلد منهوب مباع، وشعبهم يصطف طوابير لإنتظار الموت، وفهموا أن الحرية نهب وتصرف بلا رقيب، وقول لشعب: أسمعوا وأطيعوا ولا تعوا؟!

إكتشفنا أن المسؤولين في العالم يتصارعون، ويختلفون ويتضاربون بالكراسي، ويقدمون ما يستطيعون لخدمة شعبهم، وما خلافهم، سوى لإعتقادهم بعضهم، أنه وجد الطريق الأنسب والأقل تكاليفاً وجهداً ووقتاً، عكس ما فعله ساسة العراق، فما إختلفوا إلاّ لمصلحة شخصية، وما تحالفوا إلاّ على المواطن، وما جمعوا من أموال؛ إلاّ وتذهب لليالي الحمراء، أو أنفقته زوجاتهم، دون أن يرمش لهن طرف، وهن يقلّن" مال اللبن للبن"؟!

سيدات المنطقة الخضراء؛ كأزواجهن بعيدات عن الأم العراقية الثكلى، ولم يذكّرهن شهر رمضان بالفقراء والجياع، وأصطففن أمام صالون التجميل في المنصور إستعداداً للعيد، ولم يجول بخاطرهن المرملات والأيتام؛ حتى تدافعن الى التشابك والعراك أمام المارة في الشارع؟!

إن ما حدث أمام صالون جاد اللبناني في المنصور؛ فضيحة كبرى، تنم عن استهتار بمعناة الشعب العراقي، وإستهزاء بالفقراء والمحرومين والضحايا، وبدل أن يعفرن وجوههن بالتراب مع الإمهات الثكالى؛ أمتلأ طابور الباحثات عن الجمال والشياكة، وتشاددن الرؤوس من الشعر، وتقاذفن الكلمات البذيئة، ولولا تدخل الحمايات؛ لحصل ما لا يحمد عقباه، وقد يصل الى تمزيق الملابس؟!

مَنْ أعطى لزيجات الساسة حمايات، ومن أين لهن هذا، ومن سمح بقطع الشارع للتبرج؛ والدماء تسيل كالأنهار في أرض المعركة؟!

لِمَنْ نحاكم يا تاريخ، هل للمسؤول أو زوجته، ومن أين هذا المال، ومن متى كان الجمال الخارجي يعبر عن عفة النفس؟! والى متى تنهبون ولا تستحون، وألمْ يتعلم أزواج الواقفات أمام جاد، من زهد نجاد، وأن الشرف من ساحات الجهاد، ولِدموع أم تبكي وتبتسم للشهداء، أجمل من كل صور وضعت، على أبواب صالونات المكياج؟!.

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم