أقلام حرة

ستراتيجية داعش القادمة ؟!!

العمليات الامنية التي يقوم بها رجال الحشد الشعبي مع الجيش العراقي والقوى الامنية الاخرى في الانبار هي اختبار حقيقي لقوة وتماسك هذه القوات بمختلف صنوفها، اذ ان. المعركة في الانبار تختلف تماماً عن تكريت، لان تكريت ارض لم تكن يوماً ينتمي لها اَهلها، بل هم مع مصالحهم ومصالح نفوذهم، ونتذكر جميعاً كيف سقطت صلاح الدين دواس مقاومة تذكر من اَهلها وشيوخ العشائر فيها إبان احتلال العراق عام ٢٠٠٣، الامر الذي يجعل معركة الانبار. تكون بهذه القوى والقسوة على الطرفين، سواء الارهابيون الدواعش او القوات الامنية والحشد الشعبي، اذ تركز في هذه المدينة اكبر رؤوس القتل البعثي، وقطع الرؤوس وكبار ماكنة التعذيب والقتل من فدائيي صدام والذي تعلموا ابشع فنون القتل والتعذيب .

داعش يعتمد أعتماد كلي على الانتصار في هذه المعركة، اذ ان مستقبله مرتبط بنجاح عمليته في الانبار ومنع دخول القوات الامنية الى مركز المدينة، والتي بالتأكيد ستكون قاصمة للظهر وتفتيت لقواتهم التي من خلال التقاريرالعسكرية انهم فقدوا عنصرالمفاجاة، وأخذوا يعتمدون على العجلات المفخخة والانتحاريين الامر الذي يطلق رسالة انهم باتوا في وضع صعب لا يمكنه الصمود كثيرا امام الضربات النوعية القاصمة، ومع هذه الإحداثيات يبقى هناك احتمالات في تغيير الاستراتيجية المقبلة وذلك للاسباب التالية :-

١) في حالة خسارتهم المعركة المصيرية في الانبار، فانهم سيعمدون الى تغيير الخطة من خلال ايجاد خطة للهروب ليس الى العمق العراقي، بل التراجع الى الداخل السوري لانهم فقدوا أوراقهم في البلاد .

٢) حالة التخبط التي سادت التنظيم خصوصاً بعد الضربة التي تعرض لها زعيم التنظيم ابي بكرالبغدادي والتي مهدت كثيرا لبروز قيادات منافسة، كما انها أضعفت القدرة في المتابعة الميدانية لجميع قواطع العمليات، وجعلت القيادات الميدانية هي المتحكمة بالوضع على الارض .

٣) حالة السخط والاستياء التي إصابت القيادات العربية، بعد اعتماد البغدادي على القيادات العراقية بدل العربية مما سبب حالة من التشرذم والمنافسة وبالتالي عكس وضعا ضعيفا في داخل التنظيم .

٤) حالات القتل والانتقام التي مارسها التنظيم ضد الأبرياء سواء في الموصل او الانبار، بسبب رفض السياسات الهمجية التي يتبعها افرادالتنظيم ضد الناس، كما ان عمليات القتل الجماعي التي مورست ضد ابناء العشائر كانت سبباً في حالة العداء لهذا التنظيم، وبالتالي فقدان الارض. والحاضنة في تلك المناطق .

نعم ربما داعش سينتقل من مرحلة الهجوم الى الدفاع، والانسحاب التكتيكي الى خارج البلاد، ولكن هذا لا يعني ان التنظيم سينتهي ؟!

أعتقد ان الجهات التي صنعت هذا التنظيم لا تريد له ان ينتهي بهذه الصورة، بل تعمد الى انسحابه الى سوريا، ومن ثم الى شمال افريقيا، وليبيا، وأعاده تنظيمه من جديد ووفق خطط وقيادة موحدة، ومن ثم الزج به في الحرب القادمة والتي ستكون رحاها أيضاً في بلاد ما بين النهرين، لان عملية سقوط المدن الثلاث لم تكن بالعملية المقصودة، بل هي جس نبض للقادم، والتي ستكون حرباً إقليمية وعالمية بكل المقاييس، لان الحرب التي تخوضها القوات الامنية لم تكن بالحرب المعتد بها، بل هي بداية لحلقة جديدة في مسلسل كبير يتغير ابطاله بحسب طبيعة المهام والمتغيرات على الارض، الامر الذي يجعل كل الاحتمالات مفتوحة، وهذا ما اكدت عليه المرجعية الدينية العليا في خطبة صلاة الجمعة،حينما اكدت على ضرورة تدريب من لا يعرف التدريب على السلاح، والاستعداد لان القادم اسوء، والذي بالتأكيد سيكون حرباً بكل المقاييس، ويكون فيها الفصل الأخير من حياة الارهاب العالمي .

 

محمد حسن الساعدي

 

في المثقف اليوم