أقلام حرة

الخلية الشيطانية وما جاء به علي الدباغ بعد غياب!

akeel alabodان ما يثير الجدل حقاً، هو التصريحات او الخطابات المستهجنة لبعض المسؤولين، بل أكثرهم بحسب ما شهدت، فعندما تواجههم مشكلة ما، اويكونون ربما تحت الشبهات، اويتعرضون الى المساءلات هنا اوهناك ،أومع موعد اقتراب الانتخابات، تراهم (ركعا سجدا) خاشعين مترفعين عما أنيط بهم من مسؤوليات، ليغيروا مرمى الكرة المتجهة نحوهم صوب من بقي متصديا للعمل الحكومي.

هكذا شاهدت على تلفاز البغدادية قبل يومين، فالمعارض علي الدباغ، الذي كان ناطقا رسميا باسم الحكومة ايام المالكي، كان يتحدث عن خلية الشيطان منتقدا.

وخلية الشيطان هذه، عبارة عن مجموعة أفراد او أنفار، وهي لا تشبه في التسمية خلية النحل كما يتبادر الى الذهن، لان الاخيرة قد ينتفع منها في أمور الطب والعلاج كالسكر مثلا.

اما خلية الشيطان التي وصفت عن علي الدباغ بحسب المالكي، فهي عبارة عن زمر من المستشارين والمنتفعين الذين يقدمون النصح ويديرون دفة الأمور بما يتناسب ومصالح اومنافع ما يريدون، اوربما ايضا وفقا لاملاءات أجندة معينة، وذلك على حساب القوانين والشرائع والاحكام، فهم شياطين على هيئة مستشارين، ذلك بحسب الوصف الموكول اليهم.

وراس الشليلة كما يقال عله كولت اهلنه، مرتبط بما ورد عن الأمانة العامة لرئاسة الوزراء، التي يرأسها الان الدكتور حيدر العبادي، والتي اتضح بحسب البيانات والشهود التي قدمها، بأنها اي الامانة المذكورة كانت قد زورت وتلاعبت ما يشير الى انها لا أمانة لها، ويجب ان تحاسب.

المهم ان علي الدباغ قدم وصفا لهذا النمط من المسؤولين وعلى لسان المالكي الذي هو الاخر كان وبحسب ما ذكر مستاءاً وغير مقتنع بأدائهم.

هنا من باب التذكير، اقول لعلي الدباغ ولغيره ممن اعتاد على هذا النوع من التضليل، اقصد لمن لم يقدم للعراق الا هذا النوع البائس من الانتقادات والخطابات الخاصة بطبيعة عمل الحكومة، اقول لهم وبكل أدب واحترام متسائلا: ماذا قدمتم قبل غيركم، الم يكن الأجدر بكم ان تعلنوا استقالاتكم قبل ان تلوث الأموال عقولكم ومشاعركم وضمائرهم، وهل تعتقدون أنكم بانتقادكم هذا ستعمرون ما كسرتموه؟

هنا حيث ليس من باب الدفاع وتزكية احد، بل لأغراض التوصيف والتشبيه، وكعامة الناس باعتبار المنطق يجعلني وغيري ان لا أبريء احدا من أفراد هذه الحكومة من الأخطاء، الا ما لم اعلم؛

اقول مستنكرا ومنددا ليس لعلي الدباغ وحده، بل لكل المنتقدين المساهمين في الحكومة؛ للهاربين منهم والمتسكعين والمتنطعين باسم الوطن والشعب، بان إلقاء اللوم على الحكومة التي أنتم جزء لا ينفصل عنها يعد تضليلا يستخدمه المنافقون وقد أدرك الشعب ذلك.

فأنتم ساهمتم وتساهمون مع من يحكم الان

باعتباركم رشحتم أنفسكم ذات يوم لتلك الانتخابات واستخدمتم اسم المرجعية مضلة لكم، واطعمتم أنفسكم وذويكم واهليكم من مال الميزانية العامة للحكومة التي ما زلتم من خيراتها تتنعمون.

ان جميع ما حصل للوطن من خراب بما فيه نزيف الدم هذا الذي نحن فيه واستغاثات أولئك الجائعين والفقراء وذوي الشهداء والمعاقين والعاطلين والمبعدين من الكفاءات والخبرات ممن يمتلكون ضمائر حية، هم ضحايا وجوداتكم التي كلفتنا وإياهم جميعا ثمن ما نحن عليه.

فكفاك وغيرك من المسؤولين السابقين والحاليين استهجانا وكذبا على الحقيقة والضمير.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم