أقلام حرة

شليلة او ضايع راسها

هذا المثل المعروف والمشهور ينطبق على اوضاع العراقيين على مشاكل العراقيين على معانات العراقيين من هو السبب من هو المسئول عن هذه الكارثة كيف نتصدى لها كيف نزيل اثارها ليس هناك من يعرف الجميع تعلن البراءة وبعضهم يتهم البعض وهكذا ضاع العراق وأهله من خلال تفاقم واتساع تلك الكارثة فاصبح الارهاب والفساد هما السائدان الغالبان والضحية هو المواطن امواله مسروقة على يد الفاسدين واللصوص وحياته معرضة للذبح في اي ساعة وفي اي مكان على يد الارهابين الدواعش الوهابية والزمر الصدامية وهو لا حول له ولا قوة الى من يلتجئ ومن يرتجي لا يعرف ولا يدري

القوى الامنية من القاعدة الى القمة مخترقة من قبل المجموعات الارهابية والصدامية ولهم اليد الطولى هم الذين يأمرون وينهون وبيدهم كل شي كما ان دوائر الدولة ومؤسساتها المختلفة من رئاسة الجمهورية مرورا بالحكومة والبرلمان وانتهاءا بمجالس المحافظات وحتى المجالس البلدية كما ان الشعب محتل من قبل جيش من الفاسدين من اللصوص والمحتالين الذين يطلق عليهم حماية المسئولين فهؤلاء عددهم اكثر من القوى الامنية الاسرائيلية

فالسياسيون في العراق منقسمون الى مجموعات دينية طائفية عرقية عشائرية مناطقية عائلية وكل مجموعة لها حكومة لها جيشها وعلمها وخطتها وبرنامجها وكل حكومة تقتل وتسرق وتسبي حسب خطتها وبرنامجها والمواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوة يصرخ يستنجد فلا يجد منقذ ولا منجد من يسرقه من يذبحه من يعذبه لا يدري الجميع تتظاهر بالعفة والخلق والدين الجميع تعلن تمسكها والتزامها في تطبيق الشريعة ورسالة الانبياء

هل في العراق مسئول واحد شريف امين يملك دين وخلق طبعا لا يوجد ابدا لو كان يوجد مسئول واحد شريف امين يملك خلق ودين لازداد لخلقت لنا مساحة شريفة صادقة وخلقت لنا شرفاء صادقين الا انه لا يوجد اي مسئول شريف امين يملك خلق ودين ولن يوجد الان ولا في المستقبل لان مافيا الرذيلة والفساد سوف تمنع وتجهض اي ولادة لانسان شريف امين الآن وفي المستقبل

نعم عشنا نحن العراقيون كل حياتنا منذ ألوف السنين عبيد ارقاء عقولنا محتلة كلمتنا مقيدة لا رأي لنا ولا موقف غير الخضوع والتملق والتذلل للحكام وللامراء وللشيوخ وكل من يغتصب امي فهو ابي وهذه القيم والاعراف امتزجت بدمائنا بعقولنا فاصبحت جزء اساسي من دمنا ولحمنا لا يمكننا التخلي عنها والتصدي لها هل يمكن للانسان ان يتخلى عن دمه عن لحمه

نقتل بعضنا البعض نسرق بعضنا البعض نغتصب بعضنا البعض تحت راية الشيخ الامير الحاكم ومن اجله وتحقيقا لرغباته لكننا لم ننطلق من قناعاتنا من مصلحة عامة وهكذا عشنا عبيد يبيعنا الحكام للحكام

لا شك ان عام 2003 عام التغيير عام التحرير لاول مرة العراقي يتحرر عقله وتتحرر كلمته كان المفروض ان نجعل من هذا العام عام جديد للعراق والعراقيين في هذا العام ولد العراق وولد العراقيين في هذا العام انتقل العراق والعراقيين من بحر الظلام والعبودية الى بحر النور والحرية

الا اننا للأسف كنا غير مهيئين للحرية والنور لحرية العقل والكلمة فاستخدمنا اساليب وقيم الظلام والعبودية في عصر النور والحرية وكانت النتائج اكثر سوءا وفسادا وظلاما من عصر الظلام والعبودية

لهذا لا اعتقد ولا اتصور لنا القدرة على حكم انفسنا بانفسنا فترك الامر لنا وحدنا يعني سنجعل من العراق نار جهنم لا تذر ولا تبقي

لهذا لا نجاة للعراقيين الا ان يحكمنا شخص آخر غير عراقي دولة خارجية تفرض علينا فرضا لاننا لا نجيد الاختيار ابدا فلا تزال عقولنا محتلة مقيدة بقيود العبودية ترى في الحرية عار وخروج على القيم والاخلاق

لا شك ان هذا الاقتراح سيرفض رفضا قاطعا من قبل السياسيين اللصوص والحرامية والفاسدين وحتى الارهابين الوهابين والصدامين لان تحقيقه يحول بينهم وبين تحقيق مراميهم في سرقة اموال العراقيين وذبحهم على الطريقة الوهابية لكن بحجة الشرف والكرامة والدين والقيم رغم انهم جميعا لا يملكون اي ذرة من كل ما يتظاهرون بها بل انهم الاعداء الحقيقيون لها

علينا ان ندرك ان سبب هذه الصراعات والاختلافات بين العراقيين ليس طائفية ولا دينية ولا عرقية ولا عشائرية ولا مناطقية ابدا ولو الظاهر يقول هكذا فالسبب هو المصالح الشخصية المنافع الذاتية الغير شرعية حب الانا سيطرت قيم العبودية والاستبداد فجعلت كل واحد منا وحش مفترس يفترس عائلته في سبيل نفسه وكل من حوله اذا تعرضت مصالحه الخاصة ومنافعه الذاتية لاي خطر

فهل تدرون ان الصراعات والخرافات بين ابناء السنة بين ابناء الشيعة بين ابناء الكرد اشد ضراوة واكثر وحشية بين السنة والشيعة بين العرب والكرد

فالخطوة الاولى لوحدة العراق والعراقيين عندما يتوحد اهل السنة ويتوحد اهل الشيعة ويتوحد اهل الكرد عند ذلك يتوحد العراقيون وتنتهي المنازعات بينهم فطالما هناك حروب وصراعات بين ابناء السنة انفسهم وبين ابناء الشيعة انفسهم وبين ابناء الكرد انفسهم لا وحدة للعراقيين ولا اتفاق بينهم

ويبقى العراق يدور في حلقة دائرية لا يعرف رأسه من ذيله

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم