أقلام حرة

دفاعا عن القوى الأخرى!!

القوى كبرى وإقليمية وعالمية، لا يهمها إلا مصالحها، وتظهر سذاجة الطرح عندما نتحدث عن أية قوة فرشنا لها الدروب وهللنا لها ومكناها من القبض على مصيرنا، على أنها لا تحقق مصالح الشعب والوطن.

فالقوة مهما كان نوعها، دينها وقيمها وأخلاقها مصالحها، وهي تعلنها مرارا وتكرارا وبوضوخ ساطع،

و(ساستنا) الأفذاذ، يتوسلون بالقوى أن تساندهم وتؤمّن بقائهم في كراسي الأسر والتنفيذ للبرامج المعدة مسبقا.

وتتعجب من الأقلام التي تتظلم وتتأفف، وتتهم وتلوم وتهاجم القوى الأخرى، التي فُتِحت لها الأبواب على مصراعيها، لكي تتحرك بحرية وهيمنة مطلقة على مفردات وجودها.

فماذا يُرتحى من إطلاق الذئاب وسط قطيع من الأغنام، هل ستفعل غير الإفتراس والإنقضاض على ما يمكنها منها.

وهذا ينطبق على سلوك أية قوة في الأرض، عندما يتم دعوتها والإستسلام لإرادتها والتوسل والتذلل إليها، عندها ستكشر تلك القوة عن أنيابها وستفغر أفواهها، وتتحفز طاقاتها للتوثب والإفتراس الأعظم.

فالعلاقة ما بين القوى الأرضية، علاقة غابية بحتة وغير محكومة بأية معايير أو مبادئ أو قيم.

ووفقا لهذا المفهوم فأن ما يجري في مجتمعاتنا نتيجة حتمية وأكيدة، فالقوى تريد مصالحها، ونحن نحققها لها بلا خسائر وبالمجان، فكيف لا تستأثر بنا وتمتصنا حتى النخاع.

على مجتمعاتنا أن تصحو وتدرك بأن لا حل أمامها إلا بالإتحاد والتفاعل الإيجابي المصيري، ونبذ الفرقة بأنواعها، والتمسك بجبل الوطن والعروبة، وأن يكون الجميع فريق واحد، يسعى لهدف واضح صريح ، ومعتمد على نفسه وطاقات أبنائه، وأن يغسل يديه ورجليه من الإستعانة بأية قوة مهما كانت.

فالقوة تدمّر ولا تعمّر، وكلما إزدادت قدرات القوة يكون تدميرها أعظم.

فاعتصموا بحبل الوحدة والعروبة والوطن لتنتصروا على كيد الكائدين، وتحققوا مصالحكم لا مصالح الآخرين!!

 

د-صادق السامرائي

في المثقف اليوم