أقلام حرة

المنطقة الخضراء سبب البلاء

akeel alabodلأجل كرامتنا لا نريد مناصبا اوأرصدة اوثراءا، ولا تمايزا في تصاميم بيوتنا ومناطقنا، ولا نريد افتراءا. نريدها أرضا يطهرها الحب وينبت في سنابلها العطاءا، والهة، مع الطيبين والفقراء لاجلها تجمعنا محبة وألفة وصفاءا.

تلك أنشودة يرددها الضعفاء، لغة تجمع الناس جميعا على مائدة فقر وكبرياء، شعارات ربما عاشت منذ زمان في قلوب الثائرين والكرماء.

أولئك الذين أرادوا للحرية ان تسمو بعيدا عن موائد هؤلاء، الذين أرتدوا لباس الدين عمائما، واتخذوا من أهل النفاق المقنع أهل رئاسة ورياء.

كفى لما يسمى بتيارات الدين من المتزعمين، هؤلاء الذين تم تنصيبهم، فجيء باهليهم وذويهم خلفاء، بعد أولئك الذين كانت حيواتهم ثمنا لخطابات اريد لها ان تسمو رغم الطواغيت ورغم البلاء.

وكفى كذبا ان يحكم فينا من لم يكن منا يمثلنا، وكفى فرقة وعداء.

فبجمهوريتنا نبني وطنا لحكومة تبتسم الشمس والأقمار لها وتنحني لاجلها السماء، وبدجلتنا وفراتنا نزرع أرضا تعيش الحدائق فيها علوا وضياء.

اما بحضاراتنا فنخلق إنسانا وعقلا ً وثقافات، نصنع مسرحا يستعرض كل الملاحم والبطولات، ومن دم الشهداء نكتب الأغنيات، وننحت من حبر سومر مآثرا للطيبين، ولدموع الأمهات نعزف لحنا يعلمنا الصبر ويزرع في نفوسنا الكرامات.

اما مناراتنا فنتكيء تحت ظلالها، نحتفي بشموع بكاءاتها، نقف عند مآذنها لتكون لنا منابرا بها يحتفي الخيرون وتهتف الاصوات، بلا حاجة منا الى ماذنة تفرقنا هنا واخرى هناك، اوكنيسة في هذا المكان وذاك.

بيوتنا في العراق نريدها من نسق واحد، الموائد يصنعها رغيف التمر وماء المطر، والدولة يحكمها رجل يرتدي عباءة الفقر، ويصلي بدموع الأمهات لأجل من ينتظر.

ونفطنا من خيراته، نزرع بساتين قمح واعناب، ومن نعيم تربته يكبر النخل وتثمر الارطاب، ومن رحيق عطره نستنشق طعم المسك ورائحة العنبر، حتى تكون معالم ارضنا الخضراء بقعة يطرزها الخير، ويتنعم في عشقها الاصحاب.

 

عقيل العبود

في المثقف اليوم