أقلام حرة

ما ذا بعد المظاهرات؟

التظاهر حق وواجب لهذا على كل مواطن عراقي ان يحتج يتظاهر ضد كل سلبية ضد كل مفسدة في الدولة من قبل اي مسئول من قبل اي مواطن والمواطن الذي لا يتظاهر ولا يحتج على اي سلبية او مفسدة وكشف صاحبها واحالته على القضاء يتنازل عن حقه وواجبه وفي هذه الحالة يساهم في تفاقم واتساع السلبيات والمفاسد ومناصرة الفاسدين واللصوص

فاي نظرة موضوعية عقلانية لمعانات العراقيين ومتاعبهم وسوء اوضاعهم المعيشية والامنية والخدمية يتضح له بصورة جلية وواضحة ان وراء كل ذلك هو فساد المسئولين جميعا وبدون استثناء من القمة الى القاعدة

فهؤلاء المسئولون لا يهمهم امر الشعب مصلحة الشعب معانات الشعب مستقبل الشعب فكل الذي يهمهم الرواتب العالية والامتيازات الكثيرة والمكاسب المتنوعة يدخل حافي عاري ويخرج مليادير يملك مليارات الدولارات مئات العقارات مئات الشركات المختلفة

رغم الاختلافات وحتى الصراعات التي تحدث بين هؤلاء المسئولين الا انهم متفقون على تقسيم اموال الشعب ثروة الشعب وفق اتفاق بهذا الشأن عقود وهمية مشاريع كاذبة احتيال استغلال النفوذ شبكات للدعارة وعصابات للسرقة والاختطاف التعاون مع المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية في ذبح العراقيين وتدمير العراق ونشر الفوضى وهكذا انتشر الفساد واتسع وكثر عدد الفاسدين وقويت شوكتهم واصبح هم السادة وهم القادة وكل شي بيدهم وفي خدمتهم والويل لمن يقول لهم اف

وهكذا اصبح العراق والعراقيين تحت ظل حكم عصابات مجموعات ارهابية فاسدة كل عصابة كل مجموعة حكومة لها جيشها وعلمها وخطتها كل شيخ عشيرة رئيس حكومة كل رئيس كتلة سياسية رئيس حكومة كل   طائفي عنصري رئيس حكومة وكل هؤلاء يتصارعون ويتقاتلون على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا وهكذا سرقوا كل اموال الشعب وشربوا دمه واكلوا لحمه وهو الان جائع عاري بدون ماء بدون كهرباء بدون طعام بدون مأوى في الوقت نرى المسئولين جميعا يعيشون حياة باذخة مرفهة لم يعشها اي لص اي فاسد في التاريخ

في كل دولة هناك ثلاثة اربعة اكثر بقليل مسئولين فاسدين لصوص خونة يمكن كشفهم وطردهم سجنهم اعدامهم الا في العراق فكل المسئولين في العراق لصوص حرامية فاسدين بل ويتنافسون ويتسابقون في الفساد والسرقة فهذه الحالة لم توجد ولن توجد قديما ولا حاضرا ولا مستقبلا لهذا كانوا كارثة كبرى ومصيبة عظمى حلت بالعراق والعراقيين ليت اهل العلم والمعرفة يدرسون هذه الحالة الفريدة والنادرة والتي لم تحدث مثلها لمعرفة الاسباب وبالتالي منعها من الاستمرار او التكرار

لهذا فاني لا ارى في مثل هكذا تظاهرات يمكن ان تحقق المطلوب ولا يمكن ان تؤثر على وضعية هؤلاء المسؤولين اللصوص الفاسدين بل اني ادركت من خلال تصريحاتهم انهم شعروا بالامن والاطمئنان على وضعهم وعلى مصالحهم الخاصة الغير شرعية وعلى كل ما سرقوه ونهبوه بل بدأ احدهم ينافس الاخر في تقديم الشكر والامتنان لهؤلاء المتظاهرين لان هذه المظاهرات هي تحذير وتنبيه لهؤلاء المسئولين

لان المتظاهرين طالبوا بالقضاء على الفساد والفاسدين   والسرقة والسارقين والجريمة والمجرمين نعم يوجد فساد لكنه لا يوجد فاسدون وتوجد سرقات لكنه لا يوجد سارقون ويوجد جريمة لكنه لا يوجد مجرمون

السؤال من يقول لنا   هذا فساد هذه سرقة وهذه جريمة وهذا فاسد وهذا سارق وهذا مجرم ويعاقب الفاسد والسارق والمجرم رئاسة الجمهورية الحكومة البرلمان القضاء المؤسسات الدستورية كل اعضائها لصوص فاسدون مجرمون

ماذا قدم المسئولون للمتظاهرين غير الشكر والطلب من القوات الامنية الرأفة والرحمة بهؤلاء المتظاهرين المساكين

هل تعلمون اول خطوات القضاء على الفساد هي

تحديد رواتب المسئولين بحيث لا يزيد راتب اعلى مسئول في الدولة ثلاثة امثال راتب ابسط مواطن بل المفروض ان يتساوى راتب اعلى مسئول مع راتب ابسط مواطن هذا ما يطلبه وما يقره الاسلام خاصة وانهم يتبجحون في تطبيق الاسلام تراهم يتنافسون في لحية الرجل وشعر المرأة التي ليس من الاسلام في شي في حين يتجاهلون قول الامام علي اذا زادت ثروة المسئول خلال تحمله المسئولية فهو لص وينسون قوله وهو يطلب من المسئول ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يسكنه يلبسه ابسط الناس

والله لو طبق المسئولون   اسلام الامام علي لانتهى الفساد والارهاب وساد الحب والسلام وتقدمنا في كل المجالات وجعلنا من العراق جنة من جنان الله التي وعدنا بها

من هذا يمكننا القول ان الفساد هو رواتب وامتيازات ومكاسب المسئولين الخيالية هو عناصر حمايات المسئولين الفساد عددهم الكبير تصرفاتهم الخارجة على القانون والاخلاق هو عدم مراقبة المسئولين وعدم محاسبتهم ومعاقبتهم الفساد هو المحاصصة السياسية والمسئول في خدمة نفسه ومن اوصله الى كرسي المسئولية وليس في خدمة الشعب

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم