أقلام حرة

باسم الدين "باكونه الحرامية"

akeel alabod"باسم الدين باكونه الحرامية" أحد الشعارات التي راحت تصدح في شارع الحبوبي، في مدينة الناصرية لهذا اليوم.

الآف المتظاهرين باصواتهم يعلنون عن استنكارهم لحكومة اتخذت من الدين غطاءً لسرقة أبناء شعبها الذي انتخبها ذات يوم تلبية لنداء المرجعية.

ما يعكس حالة الاستياء الشعبي لاحزاب وكتل وتيارات لا تصلح بسياستها وشخصياتها لقيادة البلد بعد اختلال الموازين الوطنية وغياب اصحاب الكفاءة.

ما يفرض اعتماد الخبرة العملية والانتماء الوطني اولا، والشهادة العلمية ثانيا بعد اجراء التدقيق المطلوب لتلافي عمليات التزوير لاحقا.

كوننا ومن باب الحمل الشائع كما يقول المنطق، صرنا نتداول دكتور فلان وشيخ علان في جمهورية تم التحايل على جميع حقوقها واقصاء جميع طاقاتها الحقيقية عن العمل الاداري والحكومي، وذلك على أساس ما يفرضه قانون الانتماء لتلك الجهة اوتلك ايضا.

لقد كان الدين وسيلة لتقريب هؤلاء واختيارهم للحكم، فهم تحت غطاء المرجعية راحوا يحكمون ويتحكمون بمصير شعب ووطن، بيد ان هذه المرجعية التي ايدت حكم هؤلاء انقلبت عليهم حتى كان الخطاب يوم الجمعة الفائتة، بما معناه ان "للصبر حدود".

نعم لقد كان للصبر حدود، حين خرج المتظاهرون وهم يلوحون بشعارات تعكس حقيقة مشاعرهم تجاه سلطة اثر طاقمها الانشغال بالاستحواذ على رؤوس الأموال لحساب ممتلكاته وأرصدته الشخصية، بعيدا عن سلطة الضمير والاخلاق وتحت عباءة الدين.

لقد اوهموا الجماهير بان عدم انتخابهم سيقود الى عودة حزب البعث هذا الذي فاقت جرائمه بينوشيت وهتلر، بيد ان الصورة كما يبدو، بان سلطتهم راحت تمارس نوعا آخراً من الجرائم الا وهي السرقة والتخريب.

هذا ناهيك عن ممارسة التسقيط والتكفير لشخصيات عراقية كفوءة ووطنية، واحتكار ادارة الحكومة لتيارات تحكم دون غيرها، كالفضيلة والمواطن والتيار الصدري وهكذا.

لقد وقع الاختيار على انتخاب هؤلاء، وكانت خطتهم أساسا مبنية على توزيع ملاكات الوزارات ومؤسساتها وفقا لهذا النوع من المحاصصة، تلك التي آلت الى تنصيب أناس لا ناقة لهم ولا جمل في إدارة مؤسسات العراق ومحافظاته ووزاراته.

وبموجب ذلك انهارت ميزانية العراق حتى صار الوطن سوقا تجارية لتبادل الصفقات بعد ان فقد الناس ابسط انواع حقوقهم، الا وهي خدمات الكهرباء التي اعتقد انه تحت عنوانها ستنطلق الشرارة الاولى لانتخابات ستبعد جميع هذه الكتل وستأتي بشخصيات وطنية حقيقية، ليست على نمط هؤلاء الذين يحكمهم المال، بل على نمط أولئك الذين يحكمون، وستبتديء أولى خطوات التعمير مع ازمة الكهرباء، بعد محاسبة الحاضرين والغائبين من اللصوص.

 

عقيل العبود

في المثقف اليوم