أقلام حرة

المظاهرات الشعبية وتحذيرات المسئولين

خروج الجماهير الشعبية في مظاهرات شعبية صاخبة في محافظات العراق المختلفة كلها تندد بالفساد والمفسدين بسوء الخدمات في كل المجالات المختلفة وعلى كافة المستويات

الغريب في الامر نرى المسئولين جميعا وخاصة المسئولين الاكثر فسادا خرجوا علينا بتصريحات غير متوقعة تصريحات خائفة ومحذرة من المظاهرات ومرحبة بها زيفا وكذبا يعني ايها الفاسدون ايها اللصوص انتبهوا وكونوا على حذر من غضب الشعب يعني اخفوا الادلة التي تثبت فسادكم وسرقاتكم وحالوا ان تغيروا طبيعتكم وجوهكم اسلوب كلامكم لتضليل الجماهير المتظاهرة من خلال الاشادة بمظاهراتهم وحث الاجهزة الامنية على معاملة المتظاهرين معاملة طيبة

وهكذا شاهدنا المسئولين جميعا يتبارون ويتنافسون في كلمات الترحيب بالمظاهرات الشعبية والاشادة بسلمية وحضارة الذين يقودون هذه المظاهرات وبوعيهم بل كل مسئول يحاول ان يجير المظاهرات لصالحه وانه ورائها حتى احد اعضاء البرلمان الذين وصلوا الى خيمة البرلمان بالصدفة والمعروف بالحماقة والرعونة والتخلف العقلي والفكري هاجم جميع المسئولين ومنعهم من ركوب الموجة والتحدث بأسمها وقال هؤلاء المتظاهرين انا وانا المتظاهرين

السيد رئيس الوزراء يحذر المسئولين ويقول لهم هذه المظاهرات انذار لكم الحقيقة هذا التحذير ان دل على شي فانه دليل على ان السيد رئيس الوزراء ينبه ويحذر اللصوص والفاسدين ومحاولة من سيادته لحماية هؤلاء الفاسدين واللصوص وفي نفس الوقت دعوتهم لأستغفال الشعب والاستمرار في تضليل الشعب وخداعه وبالتالي افساده وسرقة امواله

كان المفروض بالسيد رئيس الوزراء ان يعترف امام الشعب امام هذه الجماهير المتظاهرة بالفساد الذي استشرى في كل مجالات الدولة وعلى كافة المستويات وعليه ان يصدر قرارات وعقوبات صارمة بحق كل فاسد كل سارق من اخف هذه العقوبات الاعدام ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة

كما عليه ان يشكل لجان متكونة من عناصر نزيهة صادقة لا تأخذها بالحق لومة لائم للكشف عن الفاسدين والقاء القبض عليهم واحالتهم الى العدالة ويصرخ عاليا بوجه اللصوص واهل الفساد اين اموال الشعب بدون خوف او مجاملة

اين مئات المليارات من الدولارات ذهبت في جيب من دخلت ما هي الاسباب ومن ورائها التي ادت الى نشر واستشراء الفساد والارهاب لماذا هذا العدد الكبير من المشاريع الوهمية المشاريع المتلكئة

كيف حصل هؤلاء المسئولين على هذه الثروة الهائلة وخلال فترة زمنية سريعة من اين أتوا بها لا شك عن طريق الفساد والسرقة

نقول صراحة اذا استمرت الحكومة الحالية اي حكومة المحاصصة السياسية فعلى العراق الفاتحة فحكومة المحاصصة لا قدرة لها على انجاز اي عمل يخدم الشعب فهناك حكومات مثل حكومة البرزاني وحكومة النجيفي يرفضان ذلك لان مهمة الحكومتان افشال حكومة العبادي

لهذا على العبادي اذا فعلا يريد ان يشكل حكومة تخدم الشعب وتحقق رغباته ان يشكل حكومة الاغلبية السياسية ويختار عناصرها وفق الكفاءة والاخلاص والامانة وانه جاء ليخدم الشعب لا ليخدم نفسه ويقسم يمين امام الله والشعب ويقول هذا ما املكه من مال وعقار اذا زاد خلال تحملي المسئولية فانا لص ابن لص

لهذا على كل المسئولين في العراق وفي المقدمة منهم رئيس الجمهورية رئيس الوزراء رئيس البرلمان وما حولهم ان يكونوا اول من ينفذ ويطبق ذلك ويتوجه لخدمة الشعب وتحقيق رغباته والقضاء على معاناته وهذه المهمة ليست عملية سهل بل يتطلب مسئولين في منتهى الشرف والنزاهة والعفة ويتطلب منهم ان يطلقوا مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ويتجاهلوا عوائلهم ويتوجهوا لخدمة الشعب لتحقيق مصالحه ومنافعه يتطلب من المسئولين العمل في اليوم 48 ساعة وليس 24 ساعة في اليوم خاصة ان العراق يمر في ظروف استثنائية صعبة جدا بنية تحتية مهدمة مخربة تحتاج الى اعادة بناء اضافة للهجمات الارهابية الظلامية للمجموعات الوهابية والصدامية الوحشية المدعومة والممولة من قبل العوائل الفاسدة المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأسها عائلة ال سعود

هل يستطيع السيد العبادي ان يحقق ذلك ان يفعل ذلك فاذا فعل يمكننا ان نقول العراق بدأ في الحركة والنمو والتطور اما اذا لم يفعل ذلك فنقول للعبادي ولكل المسئولين اخرسوا انكم لصوص وحرامية خدعتمونا وسرقتمونا وذبحتمونا واستمراركم في الحكم يعني زيادة في ذبحنا وسرقتنا وتخريب وطننا

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم