أقلام حرة

العبادي والفرصة الاخيرة عند المرجعية

كانت البلاد في الايام القليلة الماضية تفور على اثر المظاهرات التي زادت مع ارتفاع درجات الحرارة واختلف الناس في توجه هذه المظاهرات والسبب الاساسي وراء اندلاعها لكن الثابت عند الجميع ان الخدمات هي السبب الجامع بين كل المتظاهرين .

وفي الوقت الذي تستعد فيه الجماهير للانقضاض على بقية شوارع الدولة خرجت المرجعية اليوم لتحذر العبادي بالاسم وتحمله وحده مسؤولية القادم من الفساد.

واشارت المرجعية ان الفساد في العراق حالة عامة افرزتها عمليات السرقة وسوء التخطيط ووضع الاشخاص في غير المناسب لهم .

لهذا فان وضع البلد الان حرج جدا بعد اتساع مساحة التظاهر في كل المحافظات العراقية وصار من البعيد جدا التراجع عنها خصوصا بعد التصعيد الذي لعبه الاعلام في هذه القضية .

ولكن المرجعية اليوم وجهت كلامها بشكل مباشر لمن يملك السلطة التنفيذية وفي هذا التوجيه عدة رسائل مهمة قد يكون منها :

اولا: ان المسؤول الاول في البلد هو الذي يكون في منصب رئاسة الوزراء وليس وزيرا هنا او مديرا عاما هناك وهذا لا يعني انه مسؤول قانونا بل معناه انه صاحب الدور الاكبر في تغيير الامور عن طريق القرارات ان لم يستطع اقناع البرلمان بتقنين القوانين الاصلاحية .

ثانيا: ان الفساد في البلد قديما وحديثا من مسؤولية هذا المنصب فمن يكون فيه فعليه ان يستعد للمحاسبة او الانسحاب لان الغنم في هذا المنصب يساوي الغرم كما هو معروف .

ثالثا: ان وقوف الفاسدين ضد قرارات رئاسة الوزراء الاصلاحية ليس عذرا للاحتجاج به امام الناس الغاضبة والتي تفكر في الخلاص من كابوس الفساد الجاثم على الصدور منذ عشر سنوات وانما على العبادي كشف هؤلاء وتعريتهم امام الناس حتى يكونوا عبرة لكل فاسد في البلاد.

رابعا: ان الكتل الساسية ليس من حقها ان تمنع العبادي من العمل الاصلاحي لو اراد ذلك وحجة ان الكتلة كبيرة او ما شابه حجة واهية فان الشعب اكبر من كل فاسد .

خامسا: ان العبادي وان كان يحاول ان يسير في الطريق الصحيح الا ان الرغبة وحدها ليست كافية وفي هذا تحذير له من مغبة السير على نهج سلفه الذي كان يراهن على سذاجة الشارع وقد تلقى الضربة الاولى في الانتخابات التي لم يفز بها لولا التزوير والضربة الثانية في الطريق وهي التقديم للقضاء بعد اكتمال ملفات فساده التي وصلت الى عنان السماء.

واخيرا فان المرجعية لم تتحدث عن المظاهرات لانها حق شرعي ودستوري للمطالبة بالحقوق وجعلت المسالة اكثر وضوحا عندما بينت ان الساعي الى الاصلاح يجب ان يقوم به ولا يجوز له ان يبيعنا كلاما في الاصلاحات وهو يريد ان يتخلص من التبعة .

قبل لحظات سارع العبادي الى انه بصدد اعلان اصلاح شامل انه حسب الظاهر كان ينتظر الخطبة حتى يعلن انه مطيع للمرجعية مع ان اليوم هو عطلة رسمية .

فمرحى لهذا الشعب الابي وهنيئا لنا بهذه المرجعية الحكيمة والكرة الان قي مرمى العبادي فان كان يريد ان يتجاوز هذه المرحلة عليه ان يستعد لطرد حيتان الفساد من حزبه .

 

الشيخ جميل مانع البزوني

في المثقف اليوم