أقلام حرة

الحرباويون والحرباويات

fatimaalzahraa bolaarasلا تفكر كثيرا في المعنى إنه آت من الحرباء المتلونة والتي أخذ بعض الناس في بلدي صفاتها فريادة على كونهم من الزواحف تراهم يتلونون بكل الألوان بل يلبسون جلودا غير جلودهم وهدفهم أن يظهروا وأن ينتشروا وما في شكلهم وجاذبية ولا في شخصهم من ذكاء

أناس يعيشون بيننا .. يستغلون جهودنا .. يستبيحون موائدنا .. يستحلون بيوتنا .. ويغتصبون أحلامنا

هم رجال ونساء كثيرون ينضبطون على مصالحهم ويضبطون ساعتهم على أناهم فلا يريمون .. صفقوا يوما ما للاشتراكية واغتنوا من أسواق الفلاح وجمعيات التموين فلما جاء الانفتاح كان لهم السبق فارتووا من وراء البحار وتدفق عليهم سيل العرم وأصبحوا ممن يشار إليهم بالبنان .. وعندما جاءت الفتنة استكانوا في لا مكان مستفيدين من الزمن وأحنوا رؤوسهم ولانوا حتى إذا أمنوا طمعوا وبانوا .. وحصدوا من أوارها أموالا .. ومن دمائها مجدا وأصبحوا أكثر تمكينا وأحسن حالا

هؤلاء وهؤلاء لم يعدموا وسيلة إلا استباحوها من أجل أنفسهم بما في ذلك الوطن ؟؟؟

هم أناس بخلاء .. كسلاء .. أغبياء يتظاهرون بالذكاء .. وربما أذكياء يتظاهرون بالبله

حقيرون يدعون الشرف .. متخلفون يؤمنون بالخرافة .. مراءون يسبقونك إلى المساجد

ونصّابون يسابقونك إلى المنافع

وهم سبب بلاء هذا الوطن .. لأنه لا جرم لهم في عين القانون .. إنهم كالجرذان يقرضون عضد الأمة وكالديدان يعبّون من جرحها .. والناس تأنف منهم لحقارتهم وهم يأنفون من الناس لأنهم جبناء

أناس حذرون .. قلقون .. شكاكون .. يقتاتون من الغيبة والنميمة .. ويرتقون من الفتنة والرذيلة

ولي منهم نموذجان يكثر أمثالهما

امرأة جاوزت الخمسين حضرت حفلا ثقافيا(عن طريق الصدفة) وكان الحفل متناسبا مع الحملة الانتخابية.(رئاسيات) .. طلبت الكلمة .. نهضت .. لم تقل شيئا .. شكرت الوالي.ثم قالت :يحيا بوتفليقة .. صفق الحاضرون .. ذهلت .. صدّقت نفسها .. وحسبت نفسها من العظماء .. بعد أيام سمعتُ أنها ألفت قصيدة تمدح فيها الرئيس بعد أشهر أصبحت ('أديبة)

أخذت تتقرب من المسئولين مستعملة في ذلك إغراءات شتى حتى تمكنت من الحضور في كل (محضر) وتلقب بالسيدة الكبيرة والهامة .. سأختصرفهي من علمتني معنى (الشيتة)

السيدة إياها كانت معلمة استغلت معارفها وادعت أن صوتها (فُقد) وأنها لا تستطيع التعليم فنقلت إلى الإدارة .. ثم استغلت المدير وأصبحت تغيب بلا حسيب أو رقيب وعلى رأيها (الشهرية ماشية) والباقي مجرد تفاصيل صغيرة .. الغريب أن هذه المرأة أصبحت تمثل الأدب خارج بلدها بواسطة معارفها الذين كثروا وقيل لي أخيرا أنها تكتب بعدة لغات ؟؟؟

والمرأة مستواها التعليمي بسيط .. موهبتها معدومة .. لكن صفاقتها كبيرة .. تقول أن المهم أنها (وصلت) والله لا أدري إلى أين ؟؟

ابنها المراهق حاول الانتحار مرتين بسبب تصرفاتها

بناتها يشبهنها وهن في طريقها

زوجها مغلوب على أمره

وهي تردد مغرورة أنها تكتب مثل (غادة السمان)

أسألكم فقط هل سمعتم باسمها ؟؟؟؟؟؟؟؟

رجل أشرف عل الخمسين كان ملتزما ملتحيا (عليها يحيا وعليها يموت وعليها يلقى الله) يعمل رئيس مصلحة في مؤسسة عمومية .. عندما حُل حزبه انتمى إلى آخر .. نزع القميص حلق اللحية .. وأصبح من الصالحين .. يطمح لأن يصير مديرا للمؤسسة التي يعمل بها لأن المدير على وشك التقاعد .. القطاع الذي يعمل فيها تابع لوزارة وزيرها ينتمي إلى حزبه ولذلك طمع في أن يساعده على تولي المنصب .. الوزير استقال من الحزب وأسس حزبا جديدا فانتقل إليه صاحبنا ودائما طمعا في المنصب الجديد .. في المؤسسة أصبح يحقر (مديره) لأنه اعتقد أنه على وشك أن يكون الآمر الناهي .. قبل أن يحقق حلمه تغير الوزير فماذا فعل ؟؟؟ .. انتقل إلى حزب الوزير الجديد .. وهو ينتظر المنصب إلى الآن ويتلون من لون إلى لون .. ألم أقل لكم أنهم حرباويون

ابحثوا في محيطكم ستجدون منهم الكثير ولكي أساعدكم فهم يمتازون بالصفاقة والأنانية والبخل والغيرة

صدقوني ستجدون منهم الكثير وتفهمون حتما لماذا (اخلات البلاد) وستعرفون أنهم السبب

وعندئد يبطل العجب

في المثقف اليوم