أقلام حرة

الأن بدأت معركة الشعب الحقيقية

كان الشعب العراقي بعد قبر الطاغية وزمرته يحلم ويأمل ان يبدأ مرحلة جديدة لبناء وطنه وتحقيق طموحاته واحلامه التي كان يتمانها الا انه خدع وضلل من قبل مجموعات من اللصوص والمفسدين لا يملكون قيم ولا مبادئ ولا دين ولا خلق كل الذي يرغبونه ويتمنونه ان يحلوا محل الطاغية وزمرته ويعيشوا حياة البذخ والترف والاسراف والتبذير التي كان يعيشها صدام وزمرته

وهكذا تاجروا بدماء وارواح شعبنا وبمعاناتنا وفقرنا وجوعنا وحلوا محل صدام وزمرتنا وعدنا الى حياة الفساد والموت والخراب فاذا كان هناك مجموعة واحدة هي مجموعة صدام وزمرته مجموعة فاسدة قاتلة ظالمة بأستطاعة المواطن الذي لا ناقة له ولا جمل ولا يهم هان شرقت او غربت الرياح تجنبها اما الان فهناك مجموعات عديدة تحاصرك في كل مكان اينما ذهبت هدفها ذبحك سرقة اموالك في الشارع في عملك في منزلك في سوقك في بيتك لا يمكنك تجنبها مهما كان موقفك

وهكذا تحول العراق الى ميدان صراع وقتال كل مجموعة تريد الاستحواذ على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا باسم الدين المذهب القومية العشيرة المنطقة

وهذه الحالة شجعت القوى المعادية للشعب العراقي ولتطلعاته امثال الزمر الصدامية والكلاب الوهابية المدعومة من قبل العوائل المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأسها ال سعود ال ثاني على غزو العراق واحتلال اكثر من ثلث ارضه وتشريد اكثر من ثلث سكانه وذبح مئات الالوف من شبابه وسبي عشرات الالوف من نسائه وتهديم منازله وتفجير رموزه الدينية والحضارية وكادت تفرض ظلامها الوهابي واعادة بيعة العبودية والرق التي فرضها الطاغية معاوية والتي الغائها الشعب في 2003

منذ اكثر من 12 عاما والشعب العراقي وقود نار حرب بين المسئوليين السياسيين الفاسدين اللصوص بعضهم مع بعض من اجل المصالح الخاصة والمنافع الذاتية وبينهم جميعا وبين المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية المدعومة من قبل ال سعود وكاد العراق يزول ويتلاشى ارضا وبشرا

وهنا بدأت المرجعية الدينية العليا الرشيدة مرجعية الامام السيستاني الربانية تحركها ودعت الجماهير المليونية الى الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات ولبت الجماهير هذه الدعوة وتشكل على اثرها الحشد الشعبي المقدس وقررت مقارعة اعداء العراق المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية وفعلا منعت ظلامهم ووحشيتهم من دخول بغداد ومدن عراقية اخرى ومن ثم بدأت مطاردتهم في مناطق حواضنهم لتطهير ارض العراق من دنسهم ورجسهم

والان المرجعية الدينية العليا الرشيدة والحكيمة دعت الجماهير المليونية الى اعلان الحرب على الفساد والفاسدين واللصوص والحرامية ولبت الجماهير الدعوة ومن الممكن تشكيل حشد شعبي ضد الفساد والفاسدين موازيا للحشد الشعبي ضد الارهاب والارهابين

كما دعت السيد رئيس الوزراء ان يلتزم ويلبي مطالب الجماهير بالقضاء على الفساد والمفسدين من خلال الغاء المحاصصة السياسية والطائفية واعتماد الكفاءة والاخلاص الغاء المناصب التي اسست على اساس ارضاء هذا الطرف وذاك الطرف

وهذا يعني بدأت معركة جديدة بين الشعب العراقي بقيادة المرجعية الدينية العليا الرشيدة وبين المسئوليين السياسيين اللصوص والفاسدين ومن ورائهم المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية المدعومة من قبل ال سعود

فالمعركة الجديدة ليست سهلة رغم انها معركة سلمية حضارية انسانية انها جهاد حقيقي والجهاد الحقيقي هي قول كلمة حق امام مسئول ظالم لهذا فان الجماهير مستمرة في قول الحق حتى لو ذبحوا من قبل هؤلاء المسئولين الفاسدين المجرمين

الغريب نرى هؤلاء المسئولين اللصوص والفاسدين في حالة حرجة لا يدرون ما ذا يفعلون لهذا ابدوا تأييدهم لدعوة المرجعية ومطالب الجماهير المتظاهرة فهذا يعني مصالح هؤلاء السياسيين الفاسدين اللصوص والذين وصلوا الى كرسي الحكم عن طريق النزاعات والصراعات الطائفية والدينية والعشائرية والمناطقية في خطر شديد وهذا لا يعني انهم استسلموا للامر الواقع لا طبعا فلديهم الكثير من وسائل المكر والضلال والخديعة التي تساعدهم على تحقيق مآربهم الخسيسة والتآمر على الجماهير ومن ثم ركوب هذه الجماهير مرة اخرى

فالجماهير المليونية والتي خرجت في كل المحافظات العراقية ملبية دعوة المرجعية والتي هدفها القضاء على الفساد والفاسدين كانت بمثابة انذار وتحذير الى هؤلاء السياسيين اللصوص الفاسدين سواء كانوا شيعة سنة كرد لا مكان لكم ولعبتكم انكشفت وما عليكم الا الاستسلام لارادة الشعب كما ان المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية التي كانت تعتمد على النزعة الطائفية كوسيلة مهمة واساسية لتحقيق مطامعها في العراق شعرت بالخطر ولا مستقبل لها في العراق

هاهم العراقيون جميعا عربا وكردا وتركمان مسلمون ومسيحيون وصابئة سنة وشيعة وايزيدين وشبك متدينون وعلمانيون ديمقراطيون وليبراليون ومن مختلف الافكار والاراء صرخوا جميعا لا للفساد والفاسدين لا للصوص والحرامية نعم لكل انسان صادق شريف مخلص يحترم شعبه ووطنه ولا يهمنا دينه عرقه رأيه

نعم انها معركة جديدة يتطلب تضحية ونكران ذات من قبل الجماهير المتظاهرة والمحتجة وتمسك والتزام بتعاليم المرجعية الدينية الرشيدة فهي وحدها القادرة على انقاذ العراق والعراقيين

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم