أقلام حرة

العراق في حالة مخاض حرجة هل يولد الجنين ام يجهض

لا شك ان العراق يمر بمرحلة مخاض صعبة وحرجة جدا لا ندري هل يولد الجنين ام يجهض نعم هناك المرجعية الدينية العليا وهناك ملايين الجماهير الملبية لنداء المرجعية لكن هناك مجموعة كبيرة ومهمة ومشتركة في العملية السياسية مستندة ومتحالفة مع اعداء العراق وخصوصا ال سعود تعمل على اجهاض الوليد وذبح الام امثال البرزاني والنجيفي وعلاوي ومن حولهم وهناك مجموعة من الحرامية واللصوص ترى في الاصلاحات الجديدة تحول دون تحقيق رغباتهم وهؤلاء متبرقعون في ستارات مختلفة

لهذا يتطلب من الجماهير المتظاهرة المحتجة التي ترغب بالولادة الجديدة بالمسيرة الجديدة للعراق والعراقيين الوحدة والتوحد والتحرك وفق خطة توضع مسبقا وتتجه باتجاه واحد كما على الجماهير المحتجة والمتظاهرة ان تكون يقظة وحضرة من لعب وتضليل المجموعات المعادية وعدم السماح لها باختراق الجماهير وبالتالي تصدر تلك المظاهرات ومن ثم تحرفها عن الطريق الصحيح وبالتالي تجعل من هذه الجماهير مطية توصلهم الى مآربهم الخسيسة المضادة لاهداف الجماهير وهذا ما حدث في كثير من البلدان العربية

كما يتطلب من الجماهير المتظاهرة والمحتجة ان تلتزم وتتمسك بتعليمات المرجعية الدينية العليا مرجعية الامام السيستاني الربانية واعتبارها قائدة لكل العراقيين الشرفاء والمخلصين من كل المحافظات ومن كل الالوان والاطياف والاعراق والاديان ومن كل الاراء والافكار

نقول بصراحة ان هذه الاصلاحات التي دعت اليها المرجعية الدينية العليا وصرخت بها الجماهير المليونية العراقية في شوارع وساحات المدن العراقية المختلفة واسرع السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي الى تنفيذها وكان بحق مفاجئة وغير متوقعة بالنسبة لكل السياسيين وجل هؤلاء السياسيين متهمون بالفساد بالارهاب بالاهمال بالتقصير بالعجز عن اداء المهمات

صحيح ان بعض هؤلاء المسئولين اعلنوا عن تأييدهم لهذه الاصلاحات قهذا لا يعني انهم يؤيدون هذه الاصلاحات وانما خوفا من الجماهير المتسلحة بفتوى المرجعية الدينية العليا بل هناك مجموعة من هؤلاء السياسيين وقفوا بالضد من هذه الاصلاحات تحت اسم الدستور وهم اول من اخترق الدستور وانهم اول من وضع الدستور على الرف حتى اكله التراب وتوجهوا الى الاعراف العشائرية والاتفاقات الخاصة بمصالحهم ومنافعهم الذاتية

فهذا اياد علاوي نائب رئيس الجمهورية يقول ان التوجيهات التي صدرت عن رئيس الحكومة حيدر العبادي غير صحيحة وغير دستورية وفي نفس الوقت واصفا العبادي بانه غير مؤهل لاصدار مثل تلك التوجيهات لا شك ان هذه التوجيهات والاصلاحات التي اطلقها السيد العبادي بامر وتوجيه واسناد من المرجعية الدينية الرشيدة العليا ستكشف حقيقة علاوي وربما تحيله الى العدالة لهذا ليس امامه من طريقة الا ان يقول كلمة حق يراد بها باطل لكنه لا يدري ان هذه اللعب لم تعد تنطلي على احد وان الشعب العراقي سار بطريق الحق متسلحا بفتوى المرجعية الدينية ولن يلين او يتردد في ازالة الفساد وقبر الفاسدين ومهما كانت التضحيات ومهما كانت المواجهت

كما سمعنا انتقادات لخطوة السيد العبادي من كتل سياسية مختلفة وحتى من كتلة العبادي كتلة دولة القانون احد اعضاء الكتلة كاظم الصيادي التي اوصلته الصدفة الى عضوية البرلمان وصف قرارات العبادي بانها غير مدروسة وهذا خطأ وستؤدي الى خلق ازمة في البلاد واكد لا يمكن تطبيقها من الطبيعي هذا اللا شي اصبح بقدرة قادرة يأمر وينهي وحوله خدم وحشم وبيده الاموال بلا عدد لا يرضى بهذه الاصلاحات ويعتبرها خطا وتؤدي الى الازمات لانه يعلم علم اليقين ان تنفيذ هذه الاصلاحات ستطهر العراق من الفساد والفاسدين ومن كل طارئ جمعته شبكة السياسة الفاسدة

الاكثر عجبا ان المالكي رئيس حزب الدعوة الذي ينتمي اليه العبادي خرج علينا متشائما ومحذرا المتظاهرين من انفلات الامور وقال ستترحمون على ايام الكهرباء وستأتي ايام صعبة على العراق هذا لا يدل على نزاهتك وصدقك ابدا فالجماهير الواعية التي خرجت الى الشوارع وهي متمسكة وملتزمة بتعليمات المرجعية الدينية الرشيدة تدرك وتعي اعدائها لهذا رصت صفوفها ووحدت مطالبها وعزمت على تحقيقها في نفس الوقت مصممة على عدم السماح لاي خائن وعميل من اختراقها واخذ اي حيز فيها واعتقد انها نجحت فلماذا هذا الخوف لا لم ولن نترحم على الماضي مهما كان ذلك الماضي

اما البرزاني الذي يعيش على مصائب وكوارث العراقيين اعتبر تطبيق قرارات العبادي الاصلاحية لن يكون سهلا لان سياسة العراق مبنية على التوافق وليس على الدستور والارادة الشعبية الا ان الجماهير ردت بقوة لا للتوافق فالتوافق هو الوسيلة الوحيدة لنشر الفساد والفاسدين وغلبة الارهاب والارهابين

من خلال هذا يمكننا نقول ان الاصلاحات والتوجيهات التي اطلقها السيد رئيس الوزراء ستواجه مجموعات مختلفة داخلية وخارجية سرية وعلنية في كل المجالات وعلى كافة المستويات ومتنفذة ولها القدرة على افشال الاصلاحات التي تقدم بها العبادي

فالصراع ضاريا وقاسيا يتطلب من العبادي الشجاعة والجرأة والتحدي بقوة في مواجهة الفساد والفاسدين كما يتطلب من الجماهير مؤازرة ومساندة السيد العبادي والالتزام بتعليمات المرجعية الرشيدة والحكيمة وبهذا ننجح في المسيرة الجديدة وعدم اجهاض الوليد الجديد ومن ثم رعايته

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم