أقلام حرة

علاوي والمالكي بينا على حقيقتهما للقاصي والداني

emad aliانهما كانا خلال هذا العقد على خلاف دائم وان كانا غارقين في نوم عميق ومنذ توليهما المناصب المختلفة في العراق بعد سقوط النظام السابق، انهما اختلفا في كل شيء لان الخلاف كان على ما يخص كما ادعا الشان العام والمواطن واثبتا خلال هذين اليومين بان خلافهما كان نابعا من مصلحتهما الشخصية فقط، انهما اختلفا لان خلافهما لم يكن يؤثر على شخصهما ومصلحتهما الشخصية بقدر تاثيره المباشر على الشعب وافرازاته الكثيرة بل كان خلافهما يدعم موقف احدهما شعبيا او من قبل الموالين لهما، انهما خدعا العالم بكل الحجج التي استحضروها ليقنعا العالم بان احدهما على الحق ضد الاخر الذي اعتبره على الباطل . المالكي منع علاوي من اعتلاء منبر رئاسة الوزراء ودعمه في ذلك الكثيرون الخارجيون كانوا ام الداخليون واشتد الخصام بينهما وحاكا الكثير من المؤمرات والخطط لفشل احدهما للاخر في منصبه .

اليوم بعد ان وصل شرارة النار الى باب بيتهما معا في ان واحد توحدا وعانقا البعض واصبح لهما الموقف ذاته من انهما يرفضان الاقالة وما اقدم عليه السيد العبادي من يبعدهما ومن المتوقع ان ينهي حياتهما السياسية دون ان يرف له جفن وبدعم من الشعب والمرجعية ومن دون ان نسمع من يعترض داخليا وخارجيا على هذه الخطوة . سيصوت مجلس النواب على حزمة الاجراءات الاصلاحية التي قررها العبادي باغلبية متوقعة اليوم، ولم يبق امام هذان المصلحيان الا الخذول والخشوع امام ارادة الشعب لانهما تسببا كثيرا في الاضرار مو تسببا في التباعد بين ابناء الشعب واحرضا مؤيدي كتلتيهما على صراع البعض حتى على ابسط الامور .

الشعب العراقي بجميع فئاته ينتظر محاسبة جميع المقصرين دون استثناء ومن قبل الاخرين هذه الحيتان التي بلعت قوت الشعب وتسببوا في خراب البلد، ومن ثم حتى ابسط المناصب التي تحكم باسم الدين والمذهب وافسدوا وعبثوا في الارض على حساب مصالح الشعب . والصعوبة التي يمكن ان تقع وهي عدم ثقة الشعب كثيرا بما يجري ان يكون بشكل سلس لان المنفذ من المدرسة ذاتها، ولكن باختلاف منظور وان اعتمد الاهم ربما سينجح . اليس من الغريب ان يتفق الخصمان المالكي وعلاوي الان لانهما اقيلا من قبل العبادي ويعلمان بان اخر ما كان من المتوقع ان يعملاه هو الاتفاق في النبض الاخير من سلطتهما على ابشع ما قاما به في حياتهما السياسية، واثبتا بان ما قاما به وما تصارعا عليه وخربا العراق بخطواتهم المضادة للبعض ليس لمصلحة الشعب والدليل اتفاقهما على امر واحد وهو ما يخصهما ولمصلحتهما الشخصية فقط، انه عار في نهاية الامر سيلف بهما حتى اخر العمر . والمالكي يعلم جيدا ان احد مطالب الشعب العراقي المنتفض هو محاكمته على سنوات العجاف التي مر به العراق والفساد التي استشرى في عهده، والعلاوي غير بعيد عن ما حصل للبلد لكونه احد اركانه منذ سقوط الدكتاتورية .

المهمة صعبة للعبادي، والجميع ينتظر تحقيق متطلبات الجماهير، ولاول مرة في التاريخ يتظاهر وينتفض الشعب متوافقا مع راس السلطة ضد الاخرين الذين افسدوا وخالفوا القوانين من قبل وهم في مواقع ثانوية اليوم، ولاول مرة في العراق الحديث يدعم الشعب عفويا الخطوات التي تبناه رئيس الوزراء وهو راس السلطة والصلاحيات الكبرى التي يمتلكه، ولاول مرة نرى وبصوت جهوري يصرخ الشعب ضد الخرافات وما يفرزه الدين والمذهبية على الرغم من دعم المرجعية الدينية القوي للاصلاحات، لا بل خرج الصوت واصدر الامر منه قبل ان يخطو العبادي . انه الامر الواقع واصبح الاعتراضات على انعدام الخدمات فرصة للتغييرات، ولكن العواقب غير مؤمٌنة ولا تعرف عقبى الامر الا بعد ان تستوضح لدى الشعب النتائج المرجوة . لقد خرج القمقم من الزجاج ويبدو ان نهاية الامر هو التقسيم على راين او فكرين او فلسفتين مختلفتين او موقفين ايضا، وربما نجد المصلحيين المنتفعين وهم كثيرون يذهبون لتشكيل طرف صراع لمناطحة الشعب ومتطلباته، ان لم يقتسم الشعب العراقي الى الاصلاحيين والمحافظين كما في المناطق الاخرى من العالم ومنها الاقليمية بعد هذه المرحلة .

المفرح في الامر ان هذين الشخصين البارزين في الحكومة العراقية المالكي وعلاوي على قائمة من يشمهلم الاجراءات الاصلاحية، واعتقد الكثيرون بانهما بعيدون عن المحاسبة مهما فسدا، وهذا ما فرض نفسه على قناعة المحتجين بان الخطوات التي تبناها العبادي وان كان جزء هدف منها ازاحة المعوقات امامه شخصيا لتسهيل تنفيذ امور سلطته، وانما يستوضح للجميع بان هناك عقاب لمن يخطا ويضر بالشعب سواء لعدم معرفته بشؤون الحكم او لفساده او لغروره ونرجسيته كما نرى اليوم . والغريب في امر هذين الشخصين وما ابدياه اليوم من موقف وهما يمثلان فكرين متصارعين العلمانية والدينية الضيقة واعتمادها في السلطة، بينما يتفقان بعيدا عن اي مبدا او فكر او ايديولوجيا عندما تُضرب مصالحهما الخاصة، يا لهما من واطئين فكريا ومبدئيا .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم