أقلام حرة

حوار في كعبة التحرير

لا أدري ان كنت اليوم مع المتظاهرين يا جواد؟ وهل كان فائق يرافقك؟ وماذا عن خالد هل كان معكما؟ هل تلّمستم أكّف الجماهير وهي تهتف "بأسم الدين باگونه الحراميه"؟ هل حضنتم الرجال ليعرفوا معنى الأم وعشقها لأبنائها عند الرحّال خالد؟ هل غنّيتم نشيد الحرية لتتلوها الجماهير خلفكم في كعبة التحرير يا جواد؟ هل جمّعتم الناس كما جمّعهم فائق ليغنّوا للعراق؟ لا أظن أن معروفا لم يكن معكم ، هذا الذي مات في غرفة غانية لا يملك من دنياه شبرا وهو يصرخ متألما لحال شعبه ..

أفهكذا تبقى الحكومة عندنا .........كلما تموه للورى وزخرف

كثرت دوائرها وقل فعالها .... كالطبل يكبر وهو خال أجوف

كم ساء منها ومن وزرائها .... عمل بمنفعة المواطن مجحف

تشكو البلاد سياسة مالية........... تجتاح أموال البلاد وتتلف

هل صحيح إن الشيخ الجليل الزهاوي كان معكم وانتم تهتفون ضد معمّم "نسوانچي" بعد أن أثار حميتكم على عرضكم ويبكي بنات بغداد اللواتي هدّهن الفقر والعوز ولؤم سقط المتاع لينشد ...

رام هتكا لمّا تصون فتاة ..... كسبت في أمر العفاف إشتهارا

رام شيئا لبنت بغداد يزري .... فغلى الشعب شعبها أن يغارا

 

كما وانني سمعت أن بحر العلوم كان معكم يترنم بـ ..

حاسبيني إن يكن ثمة ديوان حساب

كيف أهلوك تهادوا بين لهو وشراب

وتناسوا أن شعبا في شقاء وعذاب

يجذب الحسرة والحسرة تحكى : أين حقي؟!

قل لي بربك يا جواد هل جلست الى الكاظمي عبد المحسن وهو يبث حنينه لبغدادنا وينشد..

وكم قائل سر نحو مصر ترى المنى .... وأنت على كل البلاد أمير

فقلت لهم والدمع مني منطلق ........ أسير وقلبي في العراق أسير

وماذا عن الجواهري محمد مهدي يا فائق هل كان معكم ؟ يجب ان يكون معكم فأبا فرات يعشق دجلة الخير أم البساتين وعلى شاطئها الممنوع على العشّاق عند عمائم الشر كان يترنم بكأسه حبّا ببغداد التي يكرهونها.

هل مرّ بكم "حمد" يا جواد وهل لازال القطار ينطلق من "العلاوي" أم تناثرت عرباته في شوارع بغداد بعد أن جاع سائقه في بلد النفط المنهوب من سماسرة الدين فبعثر ليأسه تلكم العربات، لا تنسى أن تقول للشابات والشبان وهم يحجون تحت جداريتك إن النواب مظفر يريد دلّة قهوة ممزوجة بـ "الهيل" ليرتشف معها ذكرى شوارع بغداد التي أرعبت الطغاة وزلزلت الارض من تحت أقدامهم ، بغداد الأنتفاضات والوثبة وتموز.

هناك في مقهى الشط إذهب الى الكرخي عبود ليأتي معك الى الجماهير ومعه يوسف ليغني....

ساعه وأكسر المجرشه ...... والعن أبو السوّاها

إشچم سفينه البالبحر ...... يمشي ابعكسها هواها

إيصير أظلّن يا خلگ ......... متجابله آنه وياها

كلما يگيرها النذل ............ آني بحيلي أبريها

قل له أن يأتي معك بلسانه الذي يعرف معدن الأنذال الذين "گيروا" حياتنا ووطننا ولينشدنا قصائد الثعالب والذئاب المعمّمة وهي تضحك علينا لتسرقنا وتنهبنا "بأسم الدين باگونه الحراميه"، ولتسيروا جميعا ومعكم الجماهير الغاضبة الى حيث محمد غني حكمت و"كهرمانته" لينحت آلاف أخرى من "بستوگاته"، ولتغلي كهرمانه الكثير من الزيت لتصبّه ومعها الجماهير على رؤوس اللصوص ، وقل للجماهير أن لا تهاب حراميا وقاتلا بعد اليوم كونها أشّرت على أبوابهم كي يعرف شعبنا طريقه اليهم ليركلهم الى مزابل التاريخ التي تأبى هي الاخرى أن يكونوا فيها لنجاستهم.

أيها الشرفاء ، أيها البؤساء ، يا من سرقكم الأنذال بأسم الدين لا تتركوا جوادا وفائقا وخالدا وكهرمانه لوحدهم ، إفترشوا الميدان ولا تتركوه حتّى "تطلع الشمس على بيوت الحرامية" وتنيروا وطنكم الذي لفّه ليل الأسلاميين الدامس ومافياتهم وعصاباتهم وفسادهم. من أجل مستقبل أولادكم والعيش بكرامة في وطن يحتضن الجميع لتكن أصواتكم هادرة وهادرة وهادرة، من أجل كرامة وطنكم ووحدته لتكن وقفتكم اليوم وغدا وبعد غد وبعده وبعده حتّى تضعوا أقفاصا لمحاكمة السّراق والقتلة تحت نصب الحرية .. ما أجمل الحرية وما أجملكم من شباب .

 

زكي رضا

الدنمارك

في المثقف اليوم