أقلام حرة

لجنة سقوط الموصل مهددة بالسقوط!!

أنهت اللجنة المكلفة بإعداد تقرير عن الأسباب التي أدت الى سقوط مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق بيد داعش، هذا التقرير المكون من عشرة صفحات، والذي يشرح فيه كافة الحيثيات والملابسات التي أدت الى سقوط المدينة بسرعة، حيث قامت بلقاء شهود عيان، والتحقيق من القادة والمسؤولين عن هذه الانتكاسة المروعة، والتي سببت سقوط مدن اخرى كصلاح الدين والانبار .

التقرير شخص مكامن الخلل، وحدد المسببات للسقوط، حيث تضمن التقرير النهائي لتوصيات اللجنة المكلفة بالتحقيق بسقوط الموصل بيد داعش الارهابية في حزيران من العام الماضي ورود 37 اسما مدانا بسقوط المحافظة اغلبهم من المسؤولين والقيادات الامنية، في مقدمتهم القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، اذ اوصت بضرورة تقديم المسببين والجناة الى المحكمة العسكرية وتنفيذ حكم الإعدام بحقهم .

النتائج التي توصلت اليها اللجنة ومن خلال الاستجوابات التي قامت بها مع معاون اركان الجيش العراقي عبود گمبر،وقائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان ومحافظ الموصل المقال اثيل النجيفي وقائد عمليات نينوى السابق مهدي الغراوي بالاضافة الى وزير الدفاع وكالةً سعدون الدليمي تشير وبوضوح آلو تورط القائد العام للقوات المسلحة بسقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش الارهابي، حيث تؤكد التقارير ان جميع القيادات العسكرية التي استجوبتهم اللجنة افادوا بان الأخير هو من اصدر امر الانسحاب للقوات الامنية من مدينة الموصل، حيث تشير التقارير ان هناك تحركات كانت تقوم بها مجاميع داعش ودخولهم الاراضي العراقية قادمين من مدينة الرقة السورية لغرض الاستطلاع، وانه تم بالفعل اعتقال احد قادة داعش، حيث كشف عبر التحقيقات نوايا الارهابيين دخول الموصل، وان ساعة الصفر باتت قريبة .

الخيوط باتت واضحة المعالم، خصوصاً وان اللجنة المكلفة بالتحقيق بسقوط الموصل، شددت انها في حال بقاء الصراع والتدخل السياسي في عملها، فإنها ستلجأ الى إرسال تقريرها الى مكتب النائب العام، وتحريك الدعاوى القضائية ضد المسببين بهذه الانتكاسة، ولكن في نفس الوقت يبقى التساؤل هل لدى قوى التحالف الوطني "الشيعي " الإرادة لمحاسبة السيد المالكي وإدانته، وهل هناك ارادة سياسية لإدانة البارزاني والنجيفي، خصوصاً وان الملف العراقي خاضع للتوافقات والتجاذبات الإقليمية والدولية، وان اي ضعط على جهة دون اخرى سيتسبب في زعزعة استقرار البلاد، ودخولها في أتون الصراع الطائفي، خصوصاً وان الأرضية متوفرة لهذا الصراع، مع وجود الدعم الإقليمي والدولي المباشر للمجاميع الإرهابية من جهة او القوى السياسية الموالية لها، لهذا ستبقى التساؤلات طافية على سطح بحر صراعات لجنة التقصي، والتي هي الاخرى تعاني السقوط والانهيار .

 

محمد حسن الساعدي

 

في المثقف اليوم