أقلام حرة

أروع قرار اتخذه العبادي .. !

اروع قرار اتخذه العبادي بالغاء وزارة حقوق الأنسان ...

وانا اقول لك ايها العبادي حسنا فعلت بالغائك تلك الوزارة (المحترمة) التي لا تسمن ولا تغني من جوع ...

العبادي، وكأني بلسان حاله، اراد ان يقول، وبكل صراحة ووضوح:

لماذا وزارة حقوق الأنسان، وماذا عساها فاعلة تلك التي أسمها وزارة حقوق الأنسان، وأين هي حقوق الأنسان في وطن تنتهك وتستلب حقوقه، وتسرق أمواله وخيراته، وتنتهك آدميته وكرامته، ويموت مواطنيه فقرا وحرمانا وجوعا، ناهيك عن حالات الاعتداء الجسدي الذي يتعرض له المواطن احيانا في وضح النهار من قبل حمايات المسؤولين والمليشيات أمام مرئى ومسمع قوات الأمن ...؟

وهل الأنسان له قيمة في وطن يموت فيه الأنسان فقرا وتهجيرا وقهرا وظلما ..؟!

وهل الأنسان المكبل بالوجع له قيمة في وطن لا يوفر لمواطنيه ابسط مقومات الحياة الحرة الكريمة ..؟

كان يفترض ان تلغى وتشطب تلك الفاتنة المدللة التي أسمها وزارة حقوق الأنسان منذ اكثر من اثني عشر عاما، "حبيبتي لا داعي لأحراجك" ...

كان يفترض ان تلغى وتشطب تلك الفاتنة المدللة التي أسمها وزارة حقوق الأنسان في وطن لا يجد فيه المواطن قوتا لعياله، ولا كرامة في وطنه، ولا احتراما من قبل المسؤولين لآدميته، ولا رعاية ولا ضمان اجتماعي، ولا قانونا يصون كرامة الأطفال والأيتام والفقراء، ولا تفعيلا للدستور والقانون الذي ينص على أحترام الانسان . . .    

كان يفترض ان تلغى وتشطب تلك الفاتنة المدللة التي أسمها وزارة حقوق الأنسان في وطن لا يجد فيه اطفال الوطن مدارس يجلسون في احضانها مثل بقية اطفال الشعوب، ويتنعمون بخيرات الوطن بدلا من التذمر والتقهقر وهم يفترشون ارضية الصفوف الطينية الباردة شتاءا والحارقة بلهيبها صيفا بدون ادنى خدمات انسانية، بينما اطفال المسؤولين المدللين الذين لا ينتمون للوطن يتلقون تعليمهم في افضل المدارس ويعيشون منعمين مرفهين تحتضنهم ارقى المدارس، لا يعرفون ما طعم العذاب وما لون الفقر، فهم في ربيع دائم ...

كان يفترض ان تلغى وتشطب تلك الفاتنة المدللة التي أسمها وزارة حقوق الأنسان في وطن يعج فيه آلاف الأطفال دون سن العاشرة في شوارع الوطن، وارصفته وبواباته وهم يستجدون من المارة، وبعضهم يبيع السكاير وعلب الأكلينكس واكياس النايلون، وكم من وابل من الكلمات البذيئة والأهانات والشتائم التي يتعرضوا لها يوميا من بعض الأشخاص (المهذبين)، وهم (الأطفال) يمارسون تلك المهنة الوضيعة التي لا تتناسب مع اعمارهم، وكم من التفجيرات الانتحارية التي زهقت ارواحهم، وكم من العصابات والمليشيات العبثية التي سرقت بعضهم وتاجرت بالبعض الآخر ..

كان يفترض ان تلغى وتشطب تلك الفاتنة المدللة التي أسمها وزارة حقوق الأنسان في وطن لا يعرف فيه الأنسان من حقوقه شيئا، في وطن تسرق فيه خيرات ابن الوطن بكل وقاحة وصلف، بينما الغرباء يمتصون رحيق الوطن، يسرقون الجمل بما حمل، وابن الوطن عاريا في صحراء الوطن يستجدي لقمة العيش في منظر بائس ومؤلم، وكأن الوطن غادر موانيء الوطن ولم يبقى منه إلا اسمه، بعدما هدمته معاول الغرباء الأشقياء، وصياح اللصوص والفاسدين، وعربدات ومساومات السياسين، وفوضى مراهقي السياسة، وحمايات السادة القديسيين المحترمين وهم يبتلعون الطرقات وأرصفة الطرقات يمينا وشمالا، وعرباتهم المصفحة تجوب الشوارع بزهو وغرور مثل رعاة البقر وكأنهم امتلكوا الوطن وسجلوه في دوائر الطابو ملكا لهم ولعوائلهم، بينما ابناء الوطن ليس لهم من الوطن إلا اسمه في سجلات النفوس . . .

عزيز بس بالأسم ومدلل بحزني . . .!

 

أحمد الشحماني

في المثقف اليوم