أقلام حرة

أصلاحات العبادي هل يمكن تنفيذها؟

لا شك ان الحكومات السابقة منذ التغيير في 2003 والى الان اثبتت فشلها وهذا الفشل ادى الى تفاقم الفساد ومن ثم الارهاب والسبب في ذلك هو حكومة المحاصصة وتقسيم الكعكة بين عناصر الكتل السياسية وكان ذلك على حساب الشعب العراقي وسعادته ومستقبله وعلى حساب الوطن وتطوره لهذا تشجعت القوى الفاسدة والارهابية واصبحت هي المسيطرة وهي الآمرة الناهية

حيث وصلت الامور الى حالة صعبة وقاسية لا يمكن ان تطاق فطالبت المرجعية الدينية الرشيدة الى التغيير وحثت الجماهير الشعبية الى المطالبة والدعوة الى ذلك وفعلا استجاب السيد المالكي الى دعوة المرجعية ومطلب الجماهير فدعا الى حكومة الاغلبية السياسية التي تدعوا الى الاغلبية تحكم والاقلية تعارض ولا شك ان حكومة الاغلبية السياسية هي الوسيلة الوحيدة للتغيير والتجديد لهذا وقفت العناصر الفاسدة العناصر المأجورة وجاءت لعبة تبديل العبادي بالمالكي من اجل

اولا مص النقمة الشعبية وتضليلها وخداعها واستمرار سرقة اموالها وارواحها

ثانيا تحقيق مآربهم الخاصة   فالبرزاني يؤسس مشيخته المسعودية وبالتالي يعلن انفصالها عن العراق ويجعلها ولاية تابعة لاردوغان والنجيفي يؤسس دولة الخلافة الوهابية التابعة لال سعود

ثالثا نشر الفوضى والعنف في مناطق الوسط والجنوب بخلق طابور خامس باسم الشيعة حيث اخرجوا رجال دين ومراجع خلقتهم مصانع مخابرات صدام وبعد قبر صدام رعتهم واحتضنتهم مخابرات ال سعود باسم المراجع العربية العراقية هدفها الاساءة الى المرجعية الدينية ومحاربتها وخلق مجموعات ارهابية صدامية وهابية باسم الشيعة

جذب بعض الجهات المحسوبة على الشيعة من خلال شيمه وخذ عباته مثل الحكيم ومجموعته والصدر ومجموعته وبواسطتهم حققوا لعبتهم بعد ان خدعوا الصدر والحكيم حيث قامت ابواق هؤلاء بتكثيف اللقاءات ومدحهم وتبجيلهم مثل جوقة المدى الوهابية وجوقة الخشلوك الصد امية

وكان الحكيم والصدر يشعران بالنشوة والحبور لا يعلمان انهم يرفعونهم الى الاعلى ثم يرمون بهم الى الهاوية وهذا ما حدث   وهكذا جعلوا من التحالف الوطني لعبة يلعبون بها لتحقيق مآربهم الخاصة المعادية لتطلعات شعبنا منذ ان بدلوا الجعفري بالمالكي لا يعني انهم ينطلقون من منطلق مصلحة ومنفعة الشعب ولا يعني المالكي خير من الجعفري ولا العبادي خير من المالكي بل ان الهدف من هذه اللعبة هو اسقاط الجميع وبالتالي اسقاط كل الشيعة وهذا ما حدث ومايحدث سواء في الفقاعة النتنة ساحات العار والانتقام التي قادتها المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية والمدعومة والممولة من قبل ال سعود وتعاون وتحالف مسعود البرزاني ومجموعته والنجيفي ومجموعته معهما

المؤسف والمحزن كل هذه المؤامرات ضد الشعب العراقي لعرقلة مسيرته الديمقراطية التي اختارها وكل عمليات الابادة والذبح التي تقوم بها المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية بتشيع وتأييد من قبل مجموعة البرزاني ومجموعة النجيفي ضد العراقيين لم تدفع قادة التحالف الوطني الى التخلي عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية بل انهم اصروا على خلافاتهم وصراعاتهم مع بعضهم البعض وكأنهم وجدوا في هذه الحالة المؤلمة من الارهاب والفساد فرصة مناسبة لاستغلالها لكسب المنافع والفوائد الخاصة

وهكذا اصبح الامر واقع   وتخلى المالكي عن كرسي الحكومة وجلس بدله العبادي كان المفروض بكل قادة التحالف الوطني ان يكونوا يد واحدة حول العبادي توجهه وترشده وتدفعه الى الامام بقوة واصرار وعزيمة للأسف هذا لم يحدث وهذا ادى الى تردي الامور وكادت الامور تصل الى الهاوية

وخرجت الجماهير المليونية مطالبة بالقضاء على الفساد والفاسدين ملبية لدعوة المرجعية الدينية العليا الرشيدة مرجعية الامام السيستاني ونتيجة لدعوة المرجعية وخروج الجماهير المليونية ومطالبتها بالقضاء على الفساد والفاسدين وفعلا خضع العبادي لدعوة المرجعية الدينية ومطالب الجماهير واعلن عن حزمة من الاصلاحات ووعد الجماهير والمرجعية بانه سيقوم باصلاحات اخرى

هل يستطيع السيد العبادي ان يطبق وينفذ هذه الاصلاحات طبعا لا يستطيع بمفرده رغم انه مؤيد ومفوض من قبل المرجعية الدينية العليا ومن اغلبية الشعب العراقي بكل اطيافه واعراقه ومحافظاته

نقول صراحة لا يستطيع ذلك بمفرده لهذا على كل قادة التحالف الوطني وجماهيره التخلي عن مصالحهم ومنافعهم الذاتية والانطلاق من مصلحة الشعب وابعاد كل فاسد وسارق وانتهازي مهما كان واينما كان وكشفه واحالته الى القضاء والوقوف مع العبادي

لهذا نقول للمالكي للصدر للعبادي للحكيم للجعفري لليعقوبي لكل قادة واعضاء التحالف الوطني   انها فرصة مناسبة لا تعوض عليكم استغلالها لاعادة ثقة الشعب بكم والا فان هذه الثقة ستتلاشى وتزول وتكنسون كما تكنس اي زبالة

لهذا يتطلب منكم الوحدة والتخلي عن المصالح الخاصة وفق خطة وبرنامج لتنفيذ هذا الاصلاحات والقضاء على الفساد والفاسدين وبناء عراق ديمقراطي حر مستقل وموحد

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم