أقلام حرة

نفط الشعب للشعب مو للحرامية

من بين أقرب الشعارات الى مطالبالعراقيين الحقيقية في الإصلاح المنشود، هذا الشعار الذي رفعته الجماهير فيتظاهرات الجُمع الماضية وفي ساحة التحرير والمحافظات. ولأن إقتصاد العراق يعتمدبالدرجة الأولى على النفط، كمصدرتمويل للميزانية، فلا بد أن يكون هدفاً للقوىالمعادية للعراق ويصبح ضمن مخططاتها الدولية بشتى الطرق والوسائل الخبيثة بدءاً منلعبة الأسعار التي تديرها السعودية على نطاق عالمي وإنتهاءً بالتهريب وصفقات البيعغير القانونية لتصل حد التعامل مع داعش وأخيراً إسرائيل وذلك على يد مسعودالبرزاني تخطيطاً وتنفيذاً وبشكل منظم منذ عام 2003 ولحد اليوم ويدخل ذلك في إطارالدولة الكردية شبه الرسمية حالياً، إضافةً الى المنافذ العديدة الأخرى للنهبوالسرقة والإحتيال وتخريب الإقتصاد العراقي لإضعاف العراق في مقابل تقوية وهميةللإقليم. نعم فقوة الإقليم بهذه السلوكية الإنتهازية مجرد حلم راود أصحابه في ظروفمحيطية، داخلية وخارجية، شاذة مرّت على العراق خلال العقود الثلاثة الماضية. يطولالحديث في موضوع النفط والإقليم ودولة الكرد القادمة، وعلاقة الإبتزاز مع المركزالإتحادي للتغطية على مافيات الفساد في الإقليم، ومازالت أزمة (الرئاسة) دليلاًعلى نمط السلطة الفردية وفسادها. كتب العديد من الكتاب والمتابعين حول الوضعالكردي. ومنهم من كتب بموضوعية وحيادية. ولكن الحقيقة

الماثلة أن (دولة) كردستانقائمة بصورةٍ فعلية وهي تجاور العراق وتتعامل مع العراق ومواطنيه بالمكابرةوالتجاوز والشوفينية القومية. وثمة من يكتب الآن ويطرح الحلول، من السويدوالدنمارك وهولندا وغيرها، حلول (جذرية) أو طفرة نوعية .. (ما كتبه أياد السماوي هذا اليوم يضع النقاطعلى الحروف للأزمة القائمة بوقف العملبالدستور وحل المجالس المنتخبة وإلغاء مناصب فائضة ووظائف وهمية ورواتب لمن لايستحقها، والأهم من كل ذلك فك الإرتباط معدولة كردستان المجاورة (ينظر الرابط رقم – 1-) فعلاقة كردستان بالعراق أصبحت هجينة وضارّة ولها صلة مباشرة بالفساد ونشرالإرهاب و إستغلال الظروف العصيبة للإستيلاء على المدن والمناطق الجغرافية الواسعةوحقول النفط. ومن الكتّاب من يطرح الحلول المنافقة ويوجه السهام نحو جهةٍ سياسيةٍأو حزبيةٍ أو شخصية فالوقت الآن يناسب هكذا طروحات لخلط الأوراق وتصفية الحسابات،وخاصةً إذا أخذنا بنظر الإعتبار أن حزب البعث هو أكثر وأقدر الشرائح الخبيرةبالإجرام والشعارات الديماغوجية وخداع الجماهير ولاننسى أن إجتماع عمّان الأخيركان مخصصاً لهذه المهمة الإجرامية لحرف التضاهرات عن وجهتها المطلبية المشروعة وتسخير الإعلام البعثي الطائفي لهذا الدور.

آخر التقارير مانشرته صحيفة الفاينننشل تايمز البريطانية (يوم الإثنين 24\8\2014) والذي يُفيد بأن إسرائيل تحصل على ثلاثة أرباع إحتياجاتها من النفط عن طريق حكومة كردستان.

عمليات التهريب للنفط وتصديره لم تتوقف منذ سقوط النظام البعثي وما المطالبات بالرواتب ونسبة منالميزانية إلاّ لتحقيق جملة أهداف سياسية وإقتصادية أهمها:

- كسب المزيد من الأموال لحينإنفصال الإقليم وإعلان الدولة الكردية كأمر واقع.

- عرقلة مشاريع الإستثماروالعقود كما حصل مع شركة أكسون موبيل، وبيع النفط المهرّب بأسعار هابطة في كلالظروف والأحوال.

- إيهام الشعب الكردي بالحرصالزائف على معاناته التي تسببها حكومة بغداد، وبالتالي خلط الأوراق وإلقاءالمسؤلية على بغداد والتغطية على فساد الإدارة الحاكمة في أربيل وطبيعتهاالعشائرية والتجارية.

لنعد الى شعارات المتظاهرين وهمينشدون الحلول من الخدمات الى رفع مستوى المعيشة ومشاكل الفقر والبطالة ومحاربة الفساد الناجم عن نظام المحاصصة وتوزيع المناصب والمسؤليات على أساسها، ومن شروطهاغير المعلنة السكوت عن كل مايُحرج الشركاء ويضر بمصالحهم. وهنا يحضرني سؤال من بينالعديد من الأسئلة التي تطرّق لها البعض من الكتّاب... لماذا لم نقرأ في لافتاتالمتضاهرين مايفضح سرقات النفط عبر حكومة مسعود البرزاني؟.. حين يكون شعارنا (نفطالشعب للشعب مو للحرامية) وهل هناك حرامي بوضح النهار مثل عصابة الكاكا مسعود.

الخليل علاء الطائي

في المثقف اليوم