أقلام حرة

العراق الى اين الى الاصلاح ام الى التقشف ام الى الفوضى؟

اي نظرة موضوعية الى الحالة التي يسير اليها العراق يتضح لنا بشكل واضح انه يسير الى التدهور الى الهاوية واذا ماترك وشأنه يعني الموت والضياع والفناء فالفساد والارهاب هما السائدان وهما الحاكمان والمجموعات الفاسدة والارهابية هي التي تتحكم في البلاد وهي التي تأمر وتنهي وهي التي لها الغلبة واليد الطولى فتفاقم الظلم والفقر والجوع وسوء الخدمات الى درجة اصبح المواطن العراقي غير قادر على الصبر فللصبر حدود نعم انه صبر اكثر من 13 عاما وكان يأمل ستتغير حاله الى الاحسن الا ان آماله خابت فتغيرت حاله الى الأسوء في كل المجالات فوصل الى حالة لم يعد للصبر من فائدة بل الاستمرار في الصبر يزيد ويسرع في تدهور الاوضاع وزيادة في معاناته وآلامه

لهذا قررت الجماهير المحرومة المسروقة المظلومة الجائعة القيام بحركة اصلاح الاوضاع من اجل وقف التدهور فصرخت الجماهير لا للفساد ولا للفاسدين يجب القضاء على الفساد والفاسدين يجب ابعاد الفاسدين واللصوص واعدامهم ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة وخرجت الجماهير الى الساحات والشوارع في كل المحافظات والاقضية والنواحي في كل مكان من العراق صارخة ومتحدية

فنالت هذه الحركة الاصلاحية هذه الصرخة الحسينية تأييد ومباركة المرجعية الدينية الرشيدة بزعامة الامام السيستاني فكان هذه التأييد وهذه المباركة قوة دفعت الجماهير الى التحدي والاصرار والتفاؤل بالنصر والنجاح كما ان المرجعية طلبت من الحكومة ان تلبي مطالب الجماهير المتظاهرة والمحتجة ودعتها الى مواجهة الفساد والفاسدين بقوة والضرب بيد من حديد على رؤوسهم

وهذا يعني ان الجماهير الجائعة المسروقة بدأت بثورة اصلاحية لا يمكن التراجع عنها مهما كانت الظروف لهذا اسرعت الحكومة واعلنت خضوعها لمطالب الجماهير واتخذت حزمة من الاجراءات اطلقت عليها حزمة الاصلاحات عند التمعن في هذه الاجراءات يتضح لنا انها اجراءات تقشفية وليست اصلاحية مثل الغاء نواب رئيس الجمهورية الغاء نواب رئيس الوزراء الغاء بعض الوزارات ودمج بعضها مع البعض وهذا لا يعني هناك اصلاح فالاصلاح هو اقالة المسئول الفاسد واحالته الى القضاء لينال جزائه العادل وبالتالي تطهير مؤسسات الدولة من الفساد والفاسدين وهذا يعني ان الحكومة غير قادرة على تلبية مطالب الجماهير رغم انها فوضت من قبل الجماهير ومن قبل المرجعية والمفروض بها ان تتحدى بقوة وبشجاعة كل حصون الفساد والقاء القبض على الفاسدين الا انها غير قادرة على ذلك لهذا كانت اجراءاتها تقشفية وليست اصلاحية

في الوقت نفسه تحركت المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية ومن يمثلها من العناصر الفاسدة في العملية السياسية الى ركوب الموجة بوجوه متعددة ووسائل مختلفة لكن الهدف واحد هو اسقاط العملية السياسية وافشال التجربة الديمقراطية والعودة بنا الى نظام صدام والظلام الوهابي المدعوم من قبل ال سعود وبالتالي سيطرت داعش الوهابية على كل العراق او على الاقل احداث اعمال ارهاب وتخريب في مناطق الوسط والجنوب وذبح واغتصاب واسر وتشريد وتهجير في المناطق الشيعية باسم الشيعة على غرار ما حدث في المناطق الغربية على يد داعش الوهابية والزمر الصدامية باسم السنة

المعروف ان مخابرات ال سعود ومن معها وصلت الى قناعة ان الهاشمي والعيساوي والنجيفي وعلاوي والبرزاني وغيرهم من الذين اجروا انفسهم وباعوا ضمائرهم لال سعود لم يحققوا الهدف المطلوب ولم ينجزوا المهمة التي كلفوا بها رغم الاموال الهائلة التي صبها ال سعود صبا وبغير حساب لهذا فكرت باستخدام خادم صدام وسمسار عدي في الدعارة واندية الرذيلة وتجارة الممنوعات الجنس المخدرات عون الخشلوك في تحقيق هذه المهمة فشجعته على انشاء تيار في المناطق الشيعية اي شيعي والاعتماد على عناصر البعث الصدامي ومجموعة من العناصر المنيوذة الشاذة والمنحرفة خلقا واخلاقا الذين عممتهم واطلقت عليهم اسم مراجع دينية امثال الصرخي والكرعاوي واليماني والرباني والحبل على الجرار

من هذا يمكننا القول ان العراق مقدم على ثلاث حالات

هي الحالة الاصلاحية التي بدأت بها الجماهير المليونية المظلومة المسروقة والتي ايدتها وباركتها المرجعية الدينية العليا مرجعية الامام السيستاني التي منحتها القوة الربانية ودعا الحكومة الى تنفيذ مطالب الجماهير فورا بقوة وشجاعة وعدم الخوف من احد او مجاملة احد

 

والحالة الثانية هي حالة التقشف التي تقوم بها الحكومة فالحكومة للاسف المتمثلة بالسيد رئيس الوزراء حيدر العبادي التي وضعت نفسها في موقف محرج بين صرخة الجماهير المظلومة ودعوة المرجعية الدينية وبين رد فعل الفاسدين والمتضررين من الحركة الاصلاحية المفروض بالسيد العبادي ان يكون قويا وجريئا في اجراءاته لا تأخذه في الحق لومة لائم خاصة ان الجماهير المظلومة المسروقة فوضته والمرجعية الدينية ايدته فالوقوف في الوسط ليس في صالح الحكومة ولا الشعب وانما في صالح اعداء العراق داعش والزمر الصدامية والمجموعات المأجورة ومن ورائهم يلال سعود وغيرهم

الحالة الثالثة هي حالة الفوضى الارهاب ومن وراء هذه الحالة داعش الوهابية الزمر الصدامية فضائية الخشلوك الصدامية سابقا والوهابية حاليا يقول انور الفلسطيني ان سيده الخشلوك ارسل اكثر من 500 عنصر من عناصر مخابرات واجهزة القمع الصدامية وقيل ان العدد اكثر من ذلك بتمويل ودعم من ال سعود تحت اسم مراسلي فضائية الخشلوك ووزعوا في مناطق الوسط والجنوب لخلق البلبلة والفوضى واسقاط العملية السياسية ويالتالي سيطرت داعش الوهابية من خلال استقبال هؤلاء الدواعش وتسليم مدن الوسط والجنوب اليهم كما فعلت في تسليم الموصل صلاح الدين الانبار مناطق اخرى في ديالى

لا شك ان العراق يعيش حالة صعبة وحرجة اما ان يكون او لايكون فالجماهير الثائرة وقيادتها المرجعية الدينية الرشيدة لم ولن تتراجع او حتى تتوقف حتى تحقيق النصر فاي تراجع مهما كان نوعه يعني هزيمة منكرة للجماهير للعراق للمرجعية فانها تحركت متحدية في ثورتها الاصلاحية مهما كانت التحديات والتضحيات لهذا على الحكومة المتمثلة بالسيد حيدر العبادي ان يتخلى عن حالة التقشف والارتباط بحركة الجماهير والمرجعية الدينية لتحقيق الثورة الاصلاحية في كل المجالات وهي القضاء على الفساد والفاسدين وتطهير العراق منهم اينما كانوا في اي محافظة في الجنوب في الشمال في الوسط في الشرق او الغرب وبهذا نضمن النصر ونضمن هزيمة اعدائنا

فأعداء العراق قوة متوحشة ظلامية المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية المدعومة من قبل العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود الفاسدة حيث تمكنت من خلق طابور خامس يذكرنا بطابور الفئة الباغية بمعركة العراقيين بقيادة الامام علي في معركة صفين امثال شلة الخوارج والاشعث بين قيس وابو موسى الاشعري وعبد الرحمن ابن ملجم وكان التنيجة هزيمة العراقيين

فالويل للعراقيين ان انهزموا في معركة صفين الثانية فلن تقوم لهم قائمة الى يوم الدين

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم