أقلام حرة

من وحي الانتخابات .. احذروا المظاهر فهي خداعة

hamid taoulostلقد انطلقت الحملة الانتخابية، وكثر لغطها، واحتد هرجها ومرجها، واشتدت جلبتها المضرة بالذوق السليم، وتسارع السباق المحموم – الذي لا يخلو من حسن نوايا البعض - نحو السلطة، وفي هذا الخضم على كل مواطن –كواجب وطني- أن يختار من بين المرشحين –الذين كثروا عدا وعددا- من يثيله في تدبير المجالس المحلية والجهوية والوطنية، مرشحاً صالحاً، يقدر المسؤولية ويحسن تحمل صعوباتها، مرشحا بما تعنيه الكلمة، يقف بجانب ناخبيه ويشعرهم بقدرهم وبقيمتهم، ولا تلتفت أخي الناخب، للمظاهر فهي خداعة، كما يقول المثل الفرنسي les apparences sont trompeuses، واعلم أن الرجال "المرشحين" معادن وليسوا مظاهر، فبعضهم، يكثر كلامه ويقل عمله، فاحذر هذا النوع من البشر، لأن أسهل شيء هو القول، وأصعب ما يكون هو العمل، وبعضهم كالبذرة التي تنبت في صحراء جرداء لا زرع بها ولا ماء، فتحولها إلى حديقة غناء، وإياك أن تكون أداة في يد غيرك من سماسرة الانتخابات، كما صار، للأسف، الكثير من الناس، يعرضونهم في سوق النخاسة الانتخابية، يحركونهم كما يشاؤون وكيفما يبغون، يوجهونهم لاختيار من يريدون، وهم بكل سذاجة يصدقون وينفذون ما يريدون بلا تفكير، يفعلون ذلك صاغرين، وكأنهم بلا عقل، يسمعون ويطيعون كآلة صماء، يتحركون بلا وعي ودون تفكير، يصوتون دون أن يسألوا أنفسهم قبل اختيار أي شخص، لماذا يختارونه دون غيره، وهل هناك من تأثير عليهم في ذلك الاختيار، أم أنه حصاد عقولهم وتفكيرهم هم؟.

لا تنتظر أيها الناخب "فايق وعايق"، أن يتغير الناس لتتغير أنت، بل كن سباقا، رغم صعوبة ذلك التغير، وصدقني أنك ستشعر بلذة وحلاوة، بعد ذلك، وستكون قدوة للكثير من الحائرين .

 

حميد طولست

في المثقف اليوم