أقلام حرة

برلمان الجبوري يتحدى حكومة العبادي

استجواب وزير الكهرباء في البرلمان العراقي وقناعة اعضاء البرلمان باجوبة وزير الكهرباء وبالتالي عدم اقالته رغم ان مشكلة الكهرباء من اكبر المشاكل التي اتعبت وتتعب المواطن العراقي ومن اهم الاسباب التي ادت الى خروج المواطنين بالمظاهرات الصاخبة والاحتجاجات الكبيرة في كل المدن العراقية وكان المطلب الاول لهذه الجماهير المتظاهرة والمحتجة هي كشف الفاسدين واقالتهم ومحاسبتهم وعلى رأس هؤلاء الفاسدين من الطبيعي الوزير كان دليل على ان الفاسدين لهم اليد الطولى

فالفساد في وزارة الكهرباء واضحة كل الوضوح ولا تحتاج الى اي لجنة تحقيقية ولا حتى استجواب كيف لم يرها اعضاء البرلمان ولا رئاسة البرلمان لا ندري هل صحيح انهم لم يروها ام ان اعضاء البرلمان متفقون

اي نظرة موضوعية تقول ان الجماعة اي اعضاء البرلمان يتحركون وفق اتفاق مسبق لحماية مصالحهم وامتيازاتهم فجميعهم حرامية ولصوص فمن الطبيعي ان يدافعوا عن انفسهم باي طريقة من الطرق

اولا حماية الفساد والفاسدين وتغطية كل الادلة والوثائق التي تثبت ذلك في كل المجالات سواء اعضاء في البرلمان في الحكومة في الاجهزة الامنية

ثانيا حماية الارهاب والارهابين لان الفساد ام الارهاب والفاسدين هم الداعمين والممولين للارهابين

ثالثا افشال الاصلاحات التي يحاول العبادي القيام بها وعرقلة اي حركة تتوجه بهذا الاتجاه

رابعا التصدي لموقف المرجعية الدينية وافشاله وللجماهير المسروقة المحرومة المظلومة وبالتالي الاساءة الى المرجعية الدينية الرشيدة والى صرخة الجماهير المسروقة والمظلومة والتي تعاني الكثير من المشاكل والمعانات بسبب وجود هؤلاء المسئولين اللصوص والفاسدين

لهذا كان اسجواب وزير الكهرباء استجواب شكلي الهدف منه تمجيد وتعظيم الوزير ومن معه وانه شريف نزيه ومهني لهذا قرر مجلس النواب منحه وسام الشرف وطلب منه الاستمرار في منصبه واتهم الجماهير المحرومة من الكهرباء بالفساد والعمالة والطائفية

فعدم اقالة وزير الكهرباء رغم الفساد الواضح الظاهر كانت بمثابة انذار لحكومة العبادي على الحكومة ان لا تفكر بمجرد التفكير القيام باي اصلاح مهما كان نوعه واي قرار يصدر بهذا الشان مرفوض وغير مقبول ويبق حبر على ورق

لو اطلعت على اعضاء البرلمان الذين صوتوا لصالح الوزير الفاسد لاتضح لنا انهم من جميع الكتل السياسية سنتهم وشيعتهم وكرديتهم وغيرهم وهذا دليل على ان الجماعة جميعا فاسدين ولصوص وهدفهم حماية انفسهم يعني هناك اتفاق مسبق بهذا الشأن كما انه دليل على ان عدد الفاسدين كبير في البرلمان ولهم القدرة على افشال اي قرار يتخذ ضد الفساد والفاسدين وان هؤلاء مجودين في كل الكتل السياسية

فالجماهير المسروقة المحرومة والمرجعية الدينية الرشيدة تطالبان بطرد المسئولين الفاسدين ومحاسبتهم اي احالتهم الى القضاء لينالوا جزائهم نتيجة لما اغترفوه من جرائم بحق الشعب والوطن كما دعت المرجعية الرشيدة الضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين

يعني ان العراق دخل معركة جديدة فالبرلمان الذي كان الشعب يتصوره انه يمثله وانه يحقق طموحاته ويخفف آلامه فاتضح انه يمثل المجموعات الارهابية ومن يمثلها العناصر الفاسدة فالمعركة اخذت شكلا آخر بين البرلمان اي بين برلمان سليم الجبوري وبين الجماهير المسروقة المحرومة المظلومة والمرجعية الدينية وحكومة العبادي

لا شك ان المعركة قاسية وصعبة لان العدو مغلف ومغطى باغلفة واغطية مختلفة ومتنوعة تضفي بعض الشرعية والقانونيةعلى الكثير من عناصره وحتى على تصرفاته الغير شرعية كما انهم يملكون القوة على اسكات الاصوات الشريفة الامينة الفردية سواء بالترهيب او بالترغيب او بوسائل الخداع والتضليل والكلام المعسول الكاذب او على غرار المثل المعروف كلمة حق يراد بها باطل

فهذا يتطلب من الجماهير المسروقة المحرومة المظلومة ان توحد حركتها وتلتزم وتتمسك بتوجيهات وتعليمات المرجعية الدينية الرشيدة مرجعية الامام السيستاني وتتسلح بها وبدعواتها اعلموا ان تمسكتم بتوجيهات وتعليمات المرجعية الدينية لن تفشلوا ولن تنهزموا ابدا وسيكون النجاح والانتصار لكم مهما كانت التحديات.

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم