أقلام حرة

العراقيون يعون حقيقة الامر ولكن!

emad aliلو انك تناقش اي عراقي سياسيا تراه يعلم حقيقة وما وراء جميع الصراعات السياسية الحزبية المختلفة الاوجه وحتى الدينية المذهبية بين الاطياف او المرجعية بين الرؤس وتوجهاتهم ومبادئهم ونظرتهم الى السلطة من جوانب عديدة، وحتى بين المواقف المتباينة بين المدن المقدسة النجف والقم وما فيهما .

اليوم وبعد سنة تسنم العبادي السلطة وهو مقيد اليدين بالغلال المتعددة من حيث المعرقلات القريبة والبعيدة منه حزبيا ودينيا ومذهبيا . نجده حائرا في كيفية تنفيذ ما يامر به هو ويدعمه الشارع ومرره البرلمان سواء نتيجة حرارة الاحتجاجات مرغما وبموافقة حتى من يعارض اليوم وكان غير قادر في لحظته رفع صوته، او من يدعمه في العلن والخفاء . العوائق الكبيرة امام العبادي حدا به ان يهدد ضمنيا بالهجوم على المعرقلين بواسطة الشعب والمحتجين عندما امر بفتح الطريق الى المنطقة الخضراء في وقت كانت الاحتجاجات في اوجها وشارك فيه التيار الصدري ايضا والمعروف عن مواقفه وحتى عدائه لاكبر المعوقين القريبين من العبادي وهو المالكي ومن خلفه واضاف بهذا الامر الاداري ضغطا كبيرا وخوفا لدى المعارضين للساسة المعارضين اضافة الى موقف المرجعية المساند له .

في الوقت الذي سكت الكثيرون على ما كانوا يكنونه تجاه ما صدر من قبل العبادي وان كانوا في موقع كان بامكانهم المعارضة، وهم يعلمون مسبقا ان حلقتهم ستتضرر، فاليوم فتحت الابواب امام اعلان الاعتراض على قرارات العبادي بشتى الوسائل، بعدما اعلنت ايران عن موقفها وادركت الكتل والطوائف ان حزمة الاصلاحات ستضر بهم بجانب او اخر، وسوف يضعفهم اكثر، وازداد الخوف بعدما تيقن البعض من ان السيد العبادي لا يهتم كثيرا بما يهم الشعب قبل تقوية موقعه وانهم يعتقدون بانه يريد ان يصفي الحسابات السياسية وربما يقصد الاقصاءات لامر اكثر استراتيجية في تفكيره، وربما يريد تجسيد الارضية من اجل نجاحه في تحقيق استراتيجية البعيدة المدى . ذهب البعض الى القول بانه ربما يؤمن بالدكتاتور العادل ولذلك يبحث عن صلاحيات شتى وحتى وان نجح في ما فعله اليوم سيقدم على حث التظاهرات على الضغط وطلب الغاء الدستور واعلان حالة الطواريء والذي لا يمكن ان يحمد عقباه ولا يعلم احد ما سيحدث ويصل اليه العراق .

هناك جبل من المعرقلات امام العبادي وحتى امام كيفية تسيير الاحتجاجات فيما بعد، فهل الاندساس في التظاهرات من اجل تخويف الناس لم يظهر للجميع من يعادي ومن يريد التخريب والحد من ضغوطات الشعب، والتهديد بسحب الحشد والقوات الشعبية التابعة والميليشيات التي زودت باليات ضخمة على حساب الجيش في العهد السابق من حكم المالكي ، اليس هو اكبر المعوقات للاصلاح من قبل رفيق الدرب والزميل الحزبي المتضرر . ام انه بداية بيان النهاية باحدى الاتجاهين انتهاء العراق كدولة موحدة والتقسيم بشكل عملي او خراب البيت لمدة طويلة كما تشهده سوريا منذ اربع سنوات .

نعم العراقيون يعون كافة الخفايا، ويعلمون من يضرب كافة المصالح عرض الحائط من اجل مصالحه وترضية راعيه الخارجي وداعمه . فالطريق امام تقاطع خطير، اما توقف العملية التصحيحة والبقاء على مسايرة الامر او تصفية الحسابات الضيقة دون المس بمكانة المفسدين، او الفوضى العارمة وما يمكن ان تنتج منها من الحال بعد مدة لا يمكن تقديرها .

نرجوا بيان الامر وتوضيح كل شيء للجميع كي يعمل مسؤلية وتعاون نافع، الشعب والساسة المخلصين، كل من موقفه في التوجه الصحيح والمساعدة على الانسب والانفع من اختيار البديل والهدف العام والاهم هو نجاح الاصلاحات دون المزايدة والمبالغة، والتقدم بهخدوء من اجل تجاوز المعرقلات الكبيرة .

 

عماد علي

في المثقف اليوم