أقلام حرة

ريحانة تناديك يا آلآن

emad aliلم يعلم انه قد يحلم ويغرق في نوم عميق لا عودة فيه نهائيا ويلعب مع الاسماك لا بل مع الحيتان في عرض البحر، لم يعي بعد ما قد يفعله هيجان البحر وكم كان فرحا عندما اعتلى القارب، ولم يعي بانه ربما يكون نهايته التي ربما لم يشهد من قبل مثل تلك الفرحة من قبل ولكنه وصل الى ما لم ينتظره ولم يعي به اصلا ولم يتوقعه بعقله الطفولي انه ذهب والى الابد، ولم يحرك ضمير العالم ساكنا من الظلم الدائم عليه لانه كردي الولادة وسوري لانه ولد واتى الى هذه الدنيا الالمرعبة بعد سنة من حرب دائرة في بلده وتدخلت في اتونها مصالح وتصفية حسابات لا ذنب له فيما يجري من لعب الكبار، لم يعلم غالب بانه لم يلعب مع آلآن مرة اخرى حين اعتلوا القارب فرحين فرحة الطفل في متنزه يلعب ويطير كالفراشة وهو راكب القارب المكتض وفي وسط هيجان موجات البحر وليس نهر مصطنع من اجل التنزه . لم يعلم ابوهم الحي الميت بانه لم ينجوا بل تعمق في وحل الحياة بعدما اراد ان ينقذ عائلته مهما كلفه الثمن .

هل صحا ضمير العالم بعد هذا الانتحار الجماعي، ام انها جعجعة حكومات من اجل مصالح ايضا وربما محاولات لتبيض الوجوه، ولكن استوضحت لدى الجميع من مع الانسان او ضده على الاقل في لحظة حرجة . انها شجون وتنفيس مني بالذات ام حقيقة كما اتكلم، بعد صدمة حقيقية من اول وهلة لما راته عيني، ولم ابالغ ان قلت انني اكتب عن المجهول لمحاولتي نسيان ما رايت وبعدما علمت بالقصة كاملة، لشدة الضغوط التي اعاني منها بعد المشهد الماساوي الذي لم نجده من قبل بهذا الشكل الا في المدن المنكوبة ايام الحروب المتعددة في العالم، ولكن نحن في مرحلة كلنا ننادي بالانسانية فكرا وعقلية وتوجها . من هو السبب اذا، الثعلب في جلد الاسد السوري ام القوى المصلحية العالمية التي لم يبالي بما يفرز ما تقترفه ايديهم من استغلال الوضع والعقلية والعقائد الشرقية من التطرف الديني والمذهبي بعيدا عن الانسانية ومن ثم يتباكون باسم الانسانية ، ام في الحقيقة هي المعادلات السياسية وما تفرضه دون اية اعارة الاهتمام بالضمير او ما يذهب جراء مسيرة الاحتدامات والاحتكاكات العديد من آلآن وغالب وريحانة، ام انه نقظة من بحر ظلمات الراسمالية التي تتباكى على مشهد وتنفذ اقبح منه واوجع في المناطق الاخرى من العالم، من يحمل الضمير الحي ويتفاعل بناءا على ةما يحملع ميركل ام هولاند ام كاميرون ام اوباما .

اعاد الينا آلآن ذكريات القتل الجماعي في حلبجة وابن الوحيد لعمر خاور الذي تلفض انفاسه الاخيرة عند باب البيت مستنشقا السم الصادر من علي الكيمياوي المقبور واصبح رمزا لتظلم حلبجة الشهيدة، ام ابناء واطفال هيروشيما وناكازاكي .

الماسآة الكبرى انه ابن كوباني المدينة المنكوبة المضحية الباسلة البطلة التي رفعت راس الشعب لما استبسل فيه ابناءه ضد اعتى واظلم فكر وممارسة في التاريخ الحديث وما استورده من ثنايا ظلمات وقذارات التاريخ الاسلامي وما اقترفوه من قتل وسفك دماء وقمع وظلم والتعدي على الشعب باسم الفتوحات .

هل تحتضن ريحانة آلان في ضمير العالم بعد مماتها ام انها مرحلة تمضي وتُنسى دون ان يعتبر منها احد، شهدنا الكثير ونسينا الكثير ولم نعتبر الا من القليل .

لكن السؤال الذي يحيرني وانا تعمقت في بحر هذه الحوادث، لماذا فتحت الطريق بهذا الشكل والكمية للاجئين من حدب وصوب وفي هذه المرحلة بالذات ولماذا لم يتم ذلك او يبدا منذ سنة او اثنتين قبل سنة او اكثر او منذ اندلاع الحروب في هذه المنطقة والعالم . لمذا هبت الناس في هذا الوقت الى التهجير والترحيل ومن مناطق عديدة عدا الشرق الاوسط وفي هذا الوقت بالذات وليس بعد وقبل اليوم . لماذا اشغلت هجرة العالم بهذا الشكل وهل هناك خطط ويجب ان يذهب من خلال مسيرة تطبيقها ضحايا، لماذا هذا الزخم الكبير من المهاجرين والمنهجرين في اتجاه واحد وامام اعين الحكومات التي تقدر على تسيير الامور بشكل اسلم ولم تفعل . هذا وهناك العشرات من الاسئلة التي تحيرني لحد الان ولم الق اي جواب لاشفي به غليلي التي تلتهب مما اراه دون ان اعلم فحواه او لم افقهه بشكل ارضي به فكري وعقلي .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم