أقلام حرة

هل تدعم السلطة الكوردستانية هجرة الشباب؟

emad aliصرح الناطق باسم حكومة اقليم كوردستان حول هجرة الشباب بكلمة مقتضبة قصيرة جدا وكانه اجبر على قول ما لا يؤمن به، قائلا ارجوا وصولهم بسلام الى مقصدهم وما يهدفون وتكلم عن سفرهم وتحملهم الطريق الصعب ومن ثم استدرك في اخر لحظة انه يتمنى ان لا يذهبوا، معلنا بانهم لا يمنعونهم من ذلك. هذا كلام ان دل على شيء يدل على مدى فرحهم ونشوتهم من هجرة الشباب اصحاب الطاقة الحيوية القادرة على التغيير في كل مكان وزمان. انه يعلم جديا ان النسبة المطلقة من المهاجرين هم من المحتجين والمعارضين الذين تضررت اوضاعهم وحالهم من قبل السلطة، وبهم تفرغ الساحة من المعارضة الشبابية كي تسرح هذه السلطة الفاسدة وتمرح وتلعب كيفما شائت كما نراها اليوم وبعد تعنت حول القضايا المصيرية الستقبلية هي التي اوصلت بالاقليم الى هذه الحال المظلم، انها تعني وتهدف على ان تفرغ اقليم من الاساس المتين للسلطة التقدمية العصرية، اي من الجيل الجديد، وبه لم تجد من الشبابالجريئة القادرة على الاعتراض، وحتى اليوم وهي مانعة لهم بكل ما لديه من قوة وسطوة ليدلوا بارائهم ويعبرون بها عن افكراهم ونظرتهم الى السلطة وما يريدون .

وفي المقابل نجد الاحزاب الاخرى منهمكة ومشغولة في قضية رئاسة الاقليم التي تراوغ وتماطل فيه السلطة والحزب المسيطر الاوحد معهم هم الشركاء الجدد الذين يتحملون هم وبانفسهم ايضا مسؤلية ما اوصلوه اليه الوضع في كوردستان من الازمات، وتراجع في الوضع المعيشي وانعدام اقل نسبة من الخدمات الضرورية والفساد المستشري وتوجه السلطة نحو الدكتاتورية على حساب النسبة القليلة من الحرية التي فرضتها تضحيات ودماء الشباب التي سالت طوال الثورة والانتفاضة التي سيطرت عليها الدخلاء .

في هذه المرحلة التي يمر بها اقليم كوردستان من النواحي السياسية العسكرية الاقتصادية، وانشغال السلطة والمعارضة القديمة والمشاركة في السلطة الحالية في الحال من الياس الذي اوصلو الشعب اليه بخطواتهم السلبية التي اتبعوها، انهم هم جميعهم الذين يتحملون ما يتمرغ فيه الشعب من وحل الازمات، ان بالمشاركة الصورية للمعارضة دون ان تحصل على ما كانت تعتقد من الاهداف والتوجهات التي سارت عليها، بعدما كانت تعتقد انها تحقق ما انبثقت من اجلها، الا انها تاخرت كثيرا في اكتشافها بانها اخطات ولم تقدم على خطوة صائبةو بعد ان تعلقت ارجلها في عقدة القضايا الشائكة . وكما ادعت من قبل، ان المعارضة هي العامل الحاسم والقوي لتصحيح مسار اية سلطة، وهي بنفسها وما ادعتها من سنوات الاربع من الامان التي افرغت الساحة من المعارضة، وما قامت به من تشكيل الحكومة الائتلافية مع القوى التي اعتبرتها حتى الامس القريب هي السبب والعامل الرئيسي لما اوقعوا فيه الاقليم من الازمات، ولم تصبر المعارضة جهلا او تعجلا على ان تحصل على الاكثرية في الدورات القادمة لتحل محل السلطة التي لعبت بالاقليم اللعب الخطرة من المغامرات والتجاوزات التي لم تعد هناك من يقول لهم ويشير الى ما هو الخطا والصح في خطواتهم ومسيرة سلطتهم، اي ان المعارضة هي السبب الرئيسي في تشكيل حكومة عرجاء .

بافعال السلطة القديمة الجديدة ومشاركة معارضة الامس وسلطة اليوم، لم نجد من يتكلم باسم الشعب ومن ضمنهم الشباب، وكل ما يقولوه بشكل مقتضب هنا وهناك مزايدات وهدفه الحفاظ على الجماهيرية والموالين لهم ليس الا، ولهذا ليس هناك من يتفاعل حقيقيا مع قضايا الشباب وان كانوا في حينه على امل ان تتقدم المعارضة بخطوات وتقع لصالحهم، الا انهم ياسوا، لذلك اقدموا على الهجرة كاخر حل لقضاياهم الانسانية الاقتصادية قبل السياسية . على الرغم من كل ذلك الا اننا لم نجد من يعمل على تهيئة الاجواء ويرسخ الارضية لتقنع عدم هجرة الشباب او يجعلهم ان يتريثوا قبل ان يخطوا نحو عالم الهجرة والمعاناة، بل تدفع السلطة بهم الى عالمهم المجهول غدرا .

وبهذة المواقف المخزية من قبل السلطة وعدم المامهم بامور الشباب واهمالهم لهذه القضية المصيرية المستقبلية الحساسة للشعب الكوردستاني، وهي تعني دعمهم ودفعهم جميعا بالشكل المباشر وغير المباشر على الهجرة ودفع الشباب على ترك وطنهم نحو مصيرهم غير المعلوم . فان التاريخ سيحاسب من تسبب على تشتيت قوى الشباب وهذه الطاقة الضخمة المنتجة التي لا يمكن ان يتطور او يتقدم اي بلد من دونهم .

 

عماد علي

في المثقف اليوم