أقلام حرة

رسالة ام عراقية: لا تتعجبوا عندما يهرب ابناء القلب الى البحر

حتى وقت قصير، كنت اتعجب كيف يقرر طفل البارحة ان يضع عمره .. كل عمره في حقيبة سفر صغيرة محموله على الظهر .. وقليل من كل العراق في قنينة ماء .. وقطرات من ذاكرة اللبأ..يتبلع بها ارغفة الحنين الى الدار....

لاتتعجبوا

فأبناء القلب ليسوا اكثر من فئران تجارب لكثير ممن يسند خلفيته السياسية الى كرسي وزاري اوكرسي في ادارات المحاصصات الطائفيه. يطبق عليهم تجارب ما انزل الله بها من سلطان ...وتُفعل قوانين كان قد انامها من كان له مصلحة في انامتها الكهفية سنين عددا...  

لاتتعجبوا ....

لا يوجد طالب عزيز على هذا الوطن...ولاتوجد رحمة لأهال ذاقوا المُرلاجلهم ..وكل من قال اننا نمتلك حضارة الحوار ..والاستماع والفهم هو كاذب من الصنف الاول...

مدير المدرسة حاكم بأمر الله .. ووكيل الوزير سلطان الزمان هذا (ان استطعت له وصولا) .. والوزير الذي لايرد على الرسائل والشكاوى هو ابن الله ونفخة الروح التي لاتنزل الى مستوى عباد الله البسطاء .

لاتتعجبوا

ان كفرت بالوطن .. وان قررت ان كل من اوصلناهم بأصابعنا البنفسجيه الى سدة الحكم لايسوى دمعة قهر نزلت من عين طفل يخرجونه من مدرسته بحجة ان معدله لايؤهله للبقاء فيها.. بعد ان طرز كل اعوامه بالتفوق .. ودون ان يسأل عن سبب تدهور معدله..

لاتتعجبوا..

ان قلت لكم انه ماعاد هناك سبيل للمعروف كي نسلكه ..فكل الطرقات اليه مقطوعه..

وماعاد للنية الطيبة وجه على ارضنا التي ابتليت بالوجوه الغارقة في الظلمه...

ولا يوجد احد يعيش على ارض العراق من يهمه ان يزرع بسمة بسيطه على وجوه الامهات والاباء اللذين يحفرون في زمن وعر.

لا رجل دين تنتخيه فينتخى .. ولارجل سياسة وطني تنهض غيرته من غفوتها ..ولا نحن اصحاب مال فنشري الفرحة التي يشريها غيرنا.. ولا نعرف من اهل الارض الا ارواح لله المجندة التي تدب .. ترفع شكوانا اليه ليلا ونهارا ...

 

مالذي يبقيني مسجله على قيدك ياعراق بعد كل هذا الجمر؟ ... ما الذي فيك يرتجى بعد كل ما احتملناه، وفشلت ان تهدينا فرحة لابنائنا....؟

سلام عليك في احتضارك بعد ان كنت عراق القيم..وسلام عليك عند دفنك فما عدت وطنا لنا.....

 

وقار الريان (اسم مستعار)

في المثقف اليوم