أقلام حرة

إنتفاضة السكاكين .. جبن الصهاينة

moamar habarصراعنا الأبدي مع الصهاينة لم يكن يوما ينحصر في قلة العدد والعدّة، وإن كانت نقطة لا يمكن تجاهلها، إنما تكمن في الجبن المتأصل في الصهاينة، الذي تحول إلى شجاعة تحتل وتغتصب وتفرض وتأمر.

الصور المسرّبة والتي أزعجت ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، المتعلّقة بفرارالجنود الصهاينة من فتى فلسطيني يحمل سكينا. وتوقف قطار بأكمله وفرار المسافرين الصهاينة منه، لأن فلسطينيا شابا يحمل سكينا. ومناظر متعددة أخرى تبيّن بوضوح شجاعة الفلسطيني والمرأة الفلسطينية، مقابل جبن الجندي الصهيوني المدجج بآخر أنواع الأسلحة.

وحين يعود المرء لتصفح أوراق التاريخ، يدرك أن هزائمنا العديدة المتكررة، لم تكن يوما بسبب قلة في العدد والعدة، إنما لخيانة صاحب الدار وتعاون الجار مع المحتل، منها..

حين إحتل الصليبيون بيت المقدس، حملوا أمتعتهم على ظهور الخنازير، لأنه لم يكن لهم مايحملون عليهم أمتعتهم، وأكلوا الجيف في الطريق. فكيف يعقل أن تحتل مقدساتنا من كان هذا شأنه وحاله.

يذكر الأستاذ الموسوعي أبو القاسم سعد الله، رحمة الله عليه، أن الغزاة الفرنسيين الذين إستدمروا الجزائر جاؤوا حفاة، ناهيك عن كونهم حثالة أوروبا كما يسميهم، وقد أفسدوا مجاري صرف المياه يومها، لأنهم جهلة لم يحسنوا التعامل معها. إذن ما يحزن في الاستدمار الفرنسي للجزائر، هو إحتلالنا من طرف حافي القدمين، وجاهل وحثالة أخرجتها فرنسا يومها من السجون، لتستعين بها على إستدمار الجزائر.

وللتدليل على ذلك، أن الجزائر ظلت محتلة على يد الحثالة الأوربية طيلة 132 سنة، واسترجعت سيادتها خلال 7 سنوات، لأن سواعد أبنائها حملت السلاح، وواجهت أعتى قوة أطلسية.

التجربة الجزائرية مع الاستدمار الفرنسي وسكاكين الشباب الفلسطيني، تبيّن بوضوح أن القليل مع الإصرار، وصفاء الصدر، والصدق في العزيمة، يجعل الجندي المدجّج بالأسلحة المتطورة، يفر بجلده من صبي يحمل سكينا، ويصيح طالبا للنجدة والعون.

المطلوب الآن من العرب والمسلمين في هذه اللحظات العصيبة، التي يمرّ بها إخوتنا في فلسطين، أن يقدّموا لهم الدعم بما استطاعوا ويؤمنون به، وإن رفضوا مساعدتهم كما تعوّد الفلسطينيون على ذلك، فلا يحاولوا الوقوف ضد سكاكين الفتية الفلسطينيين، الذين آمنوا بربهم وليتركوهم وشأنهم، فإن..

مواجهة الصهاينة ليست بحاجة لأخ خائن غادر، بقدر ما يكفيها سكين مطبخ، ستسلمه يد إمرأة رقيقة لابنها أو أخيها أو زوجها، وتكتفي بأكل الخضر والفواكه دون تقشيرها.

 

معمر حبار

 

في المثقف اليوم