أقلام حرة

الانتخابات المصرية موضع تندر

اكد المراقبون والمشرفون على هذه الانتخابات بان الاقبال على صناديق الانتخابات كان ضئيلا جدا الى درجة غير متوقعة فلليوم الثاني لم تتجاوز نسبة الذين ادلوا بأصواتهم نسبة ال 15 بالمائة مما دفع الكثير من الناس الى التندر والسخرية بهذه الانتخابات بقولهم ان مراكز الانتخابات خلت من الاختراقات وخلت من الناخبين

مما دفع الحكومة الى حث المواطنين على التصويت ولما وجدت هذا الحث لم يدفع المواطنين الى الذهاب الى مراكز الانتخابات والادلاء باصواتهم اتخذت بعض الاجراءات لدفعهم الى ذلك مثل

منحت كل العالمين في الدولة اجازة يوم كامل من اجل تمكينهم من التوجه الى مراكز الانتخاب والادلاء باصواتهم الا ان المواطينين فضلوا البقاء في البيت

كما انها سمحت للناخب باي هوية يقدمها حتى لو منتهية الصلاحية ومزورة

كما ان اللجنة المشرفة على الانتخابات قررت فرض عقوبة مالية مقدارها 500 جنيه على كل من يمتنع عن الادلاء بصوته

لماذا المواطن العربي يعزف ويتخلف ولا يهتم في الانتخابات في الادلاء بصوته لاختيار من يمثله في حين تراه يسرع بكل قوة وبدون تفكير الى الفوضى الرفض وحتى الى العنف والارهاب

لماذا لا يستخدم العقل ويفكر مسبقا في اتخاذا الاجراء السليم في بناء وطنه وسعادة نفسه لكنه يلغي عقله ووعيه وتغلب عليه الانفعالات الغير واعية والمشاعر الجياشة والعواطف المنفعلة وبالتالي كل جهوده كل تضحاياته تذهب في صالح عدوه الذي غير من شكله فقط

خرج الشعب المصري في مظاهرات واحتجاجات واسعة واطاح بنظام حسني مبارك لا شك انها كانت موضع احترام وتقدير الشعوب العربية والعالمية ومع ذلك لا ننكر دور الجيش المصري المهم في حزمها

وذهبت تلك الجماهير الى صناديق الانتخابات واختارت الاخوان المسلمين من الطبيعي ان هذا الاختيار كان بدافع الانفعال والعواطف الغير عقلانية واتضح ان هذا الاختيار لم يحقق رغبات وطموحات الجماهير المتظاهرة فخرجت نفس تلك الجماهير منددة بحكم الاخوان وتدخل الجيش وانهى حكم اخوان المسلمين رغم انها خطوة مشكوك فيها قد تفتح ابواب كثيرة على الشعب المصري من اهم هذه الابواب باب الارهاب الوهابي الظلامي

انقسم المصريون بين رافض ومؤيد لخطوة الجيش فالسيسي لا يختلف عن مبارك في الهدف هو حب السلطة والمال والتحكم بالناس وهذه طبيعة كل قادة الجيوش العربية حيث فرض نفسه رئيسا ومنح صلاحيات واسعة لا ثاني له حتى البرلمان بموجب هذه الصلاحيات التي يتمتع بها السيسي يصبح تحت سطوته وهذا يعني عودة نظام مبارك امر حتمي حتى لوكان بصورة بشكل اخر فاغلبية المرشحين في هذه الانتخابات هم من قادة الجيش الذين كانوا في خدمة مبارك ومن اصحاب المال والاعمال ومن انصار مبارك الذين صبغوا وجوههم واطلقوا لحاهم فهناك من حذر من تحويل البرلمان الى ثكنة عسكرية

السؤال لماذا عزفت هذه الملايين التي ملأت مصر صراخا وعويلا وهددت وتوعدت عن الخروج من بيوتها والتوجه الى الشارع لترشيح نفسها الى صناديق الانتخابات لاختيار من يمثلها فهو الاسلوب الصحيح الاصح والافضل هل خمدت جذوة الانفعال العاطفي وردات الفعل الغير واعية وركنت الى الكسل والجمود يا ترى لماذا تخلت عن طريق العقل طريق النجاح

فلو ذهبت تلك الجماهير التي غيرت حكم مبارك وغيرت حكم الاخوان الى صناديق الانتخابات واختارت من يمثلها بوعي وعقل لغيرت الكثير من المفاسد والسلبيات واستطاعت ان تحقق احلامها وطموحاتها ومنعت عودة اللصوص والفاسدين ياترى لماذا تخلت عن قطف الثمار الذي زرعته بنفسها ودعت غيرها تقطفه لصالحها هل تدري ان تصرفها هذا يصب في خدمة اعدائها وبالضد من مصلحتها سواء في المظاهرات الانفعالية وردات الفعل الغير عقلانية او في التخلي عن الادلاء باصواتها في صناديق الانتخابات

ولو تمعنا نحن العراقيون في وضعنا الحالي لاتضح لنا اننا نعيش المرحلة التي يعيشها الشعب المصري كنا نأمل ان تكون مرحلة ما بعد صدام مرحلة خير وحرية ونور وفعلا كانت كذلك الا اننا للاسف لم نكن بمستوى المرحلة فتعاملنا معها بمستوى مرحلة صدام وذهبنا الى الانتخابات واخترنا الاشخاص على اساس قومي ديني طائفي مناطقي عشائري وبعضنا باع صوته الذي هو شرفه كرامته ربه مقدساته بابخس ثمن ذهبنا بدون وعي بدون عقل وكانت المصيبة الكبرى والجريمة العظمى فغرقنا في بحر الفساد والارهاب

وخرجنا نطلب النجدة الا من معين يعيننا من يعيننا من ينجدنا وبأيدينا اغرقنا انفسنا فما علينا الا ننجد وننقذ انفسنا بانفسنا وهذا يتطلب

الاستمرار في المظاهرات السلمية الواعية بدون الانجرار الى العنف واحذروا من القوى المعادية لكم القوى الارهابية الوهابية والصدامية تحاول ركوب الموجة ومن ثم اختراقها والسيطرة عليها والتوجه بها نحو تحقيق اهدافها وكذلك القوى الفاسدة السارقة فانها تحاول جرها الى العنف وبالتالي يسهل ضربها

التمسك والالتزام بارشادات المرجعية الدينية العليا واعتبارها قدوة لكم وقائدة في هذه المرحلة العصيبة

الدعوة الى تطبيق الدستور واحترامه والتمسك بكل الموسسات الدستورية والقانونية واحترامها

وتهيئة هذه الاصوات ليوم الانتخابات لصناديق الانتخابات هذا هو الطريق السليم انا لا يهمني رأيك ومن تنتخب الذي يهمني ان تقدس صوتك كلمتك وان تكون منطلقة من قناعتك الذاتية لا خوفا من احد ولا مجاملة لاحد كل قناعتك ان هذا الشخص الذي منحته صوتك انه شريف امين وهدفه خدمة العراقيين جميعا

 

مهدي المولى

 

 

في المثقف اليوم