أقلام حرة

عماد الخرسان المندوب السامي الجديد في العراق

علمنا، والله أعلم، ان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد اصدر أمرا بتعيين عماد الخرسان أمينا عاما لمجلس الوزراء العراقي. وعلمنا، والله أعلم، ان الخرسان يحمل الجنسية الأمريكية ويعيش في أمريكا، وعمل بعد سقوط النظام البعثي في نيسان 2003 مسؤولا عن هيئة إعادة إعمار العراق بتكليف من الحكومة الأمريكية التي يرتبط الخرسان بعلاقة قوية معها ومن الموثوقين بهم لديها .... ولا شك ان القارىء قد اطلع على شخصية الخرسان من وسائل الأعلام العراقية ولا داعي ان نفيض ونستفيض في تقديمه له.

المهم، ان عماد الخرسان، بتعيينه أمينا عاما لمجلس الوزراء العراقي مع خلفيته السياسية هذه يعني ان يد الأمريكان (الخفية) في الإمساك بسياسة العراقية الداخلية والخارجية اصبحت أقوى من أي وقت مضى، ولا أمل للعراق ان يتخلص من قبضتهم الحديدية، خاصة مع وجود رئيس وزراء مثل حيدر العبادي يحاول ان يلعب على الحبلين مع الأمريكان، عكس سلفه نوري المالكي الذي وقف بوجههم واتخذ مواقف سياسية وطنية لم ترق لهم فأسقطوه بالتعاون مع المرجعية الدينية في النجف ....

وتعيين عماد الخرسان أمينا عاما لمجلس الوزراء يعني في حقيقته ان الأمريكان عينوا مندوبا ساميا في العراق High Commissioner ليشرف على حكم العراق من (خلف الستار.) وكما ترون، فإن حكم العراق صارت تتولاه الآن حكومتان: بريطانية ممثلة بالسيد حيدر العبادي حامل الجنسية البريطانية وأمريكا ممثلة بالسيد عماد الخرسان حامل الجنسية الأمريكية. ومن غير الغبي والأحمق ذلك الذي يقول ان العراق بلد حر، مستقل وذو سيادة بعد كل هذا الذي يجري فيه وعليه؟

وأخطر ما علمنا، والله أعلم، هو تدخل المرجعية الدينية الكبرى في النجف في مسألة الإقتراح الأمريكي بتعيين عماد الخرسان رئيسا للوزراء خلفا لحيدر العبادي، وتوسل الأخير للإبقاء عليه مقابل (موافقته) على تعيين عماد الخرسان إمينا عاما لمجلس الوزراء، وطلب المرجعية مزيدا من الوقت لترتيب الأمر ..... ولا نريد ان نعلق على كل هذه (التسريبات) ولكننا نحذر، إذا حق لنا ان نستعمل هذه الكلمة، المرجعية الدينية الكبرى في النجف في خطورة الإنزلاق اكثر واكثر في مستنقع السياسة العراقية التي تمسك بخيوطها الأساسية الإدارة الأمريكية والبريطانية. ونأمل ان تُبقي هذه المرجعية على هيبتها وحضورها المحترم بين العراقيين الذين يقدرون فتواها في الجهاد الكفائي التي بفضلها حمت (بغداد) من السقوط بيد الإرهابيين الوافدين من الخارج بالتعاون مع الإرهابيين في الداخل من السياسيين في حكومة المحاصصة الطائفية والشراكة (الوطنية)

إن سعي الأمريكان لإحكام سيطرتهم على العراق والإمساك بمصيره السياسي، الداخلي والخارجي، سببه الخوف من سعي الإيرانيين لتوسيع نفوذهم السياسي والعسكري فيه. هذا واحد، والثاني، خوفهم من (حصان طروادة) الروسي الذي يعرض على العراق المساعدة في ضرب الدواعش في العراق إلى جانب ضربهم في سوريا. ولكن

...... ولكن على الأمريكان ومعهم البريطانيين ان لا يخافوا لا من إيران ولا من الروس ما دام في العراق رئيس مجلس وزراء يحمل الجنسية البريطانية وأمينا عاما لمجلس الوزراء يحمل الجنسية الأمريكية.

 

احمد العلي

في المثقف اليوم