أقلام حرة

كونوا احرارا في دنياكم

كونوا احرارا في دنياكم اول صرخة للانسان الحر صرخها الامام الحسين بوجه العبودية واول تحدي للانسان الحر تحدى حصون الظلام والعبودية في تاريخ البشرية

ومنذ تلك الصرخة والتحدي بدأت تتعالى الصرخات ويزداد التحدي من اجل الحرية من اجل ان يكون الانسان حرا في حياته من اجل ان يحطم قيود العبودية ويكسر اغلالها من اجل ان يحرر عقله من اي نوع من الاحتلال

فكانت صرخة الحسين في يوم الطف دعوة للناس جميعا ان يكونوا احرارا في دنياهم فقط فانه لم يفرض عليهم نفسه كحاكم ولم يفرض عليهم رأي معين او دين معين بل طلب منهم مطلب واحد ان يكونوا احرارا في دنياهم

لانه على يقين ان الانسان الحر لا خوف منه لا يشكل اي خطر اي شر على الحياة والانسان فالخوف كل الخوف والخطر كل الخطر على الحياة والانسان هو الانسان العبد فالعبودية وباء معدي

لانه على يقين ان كل ما حدث ويحدث في الارض من وحشية وظلم وفساد وعنف وارهاب سببه العبيد وكل ما حدث ويحدث في الارض من حضارة وعدل واصلاح وحب ونور وسلام سببه الاحرار

كما ان الحسين في يوم الطف الخالد خاطب   الذين دعاهم الى الحرية نحن الآن على دين واحد اي دين الحرية حتى وان اختلفنا في الرأي في الاعتقاد لكن عندما يقع السيف بيننا اصبحنا انتم على دين ونحن على دين حتى لو كان اعتقادنا واحد ورأينا واحد

فالاختلاف في الرأي والعقيدة دليل على ان الانسان حر اما اذا استخدم السيف والرصاص فدليل على انه عبد اي دون الحيوان منزلة

فالانسان الحر يصلح في حين الانسان العبد يدمر

والانسان الحر لا يستخدم العنف ابدا لا يستخدم يده اي يستخدم عقله يستخدم السلام يقول كلمة حق امام كل حاكم عبد فاسد ولا يهمه

غضب الحاكم العبد الفاسد حتى لو ادى الى استشهاده من نهج الامام الحسين   الغالب بالشر مغلوب

في حين العبد يستخدم يده اي سيفه   يعيش في خوف ورعب لا يثق بالناس   لهذا يحاول ارغامهم على الخضوع له من خلال القمع والاضطهاد

فالانسان الحر انساني النزعة عاشقا للحياة ومغرما بها مقدسا للعلم والعمل على خلاف الانسان العبد فانه اناني النزعة حتى وان تظاهر بحب العشيرة الطائفة القومية فانه يستخدمها لتحقيق مصالحه الخاصة فهو على استعداد كامل ان يذبح كل ابناء قوميته في سبيل عشيرته ويذبح كل افراد عشيرته في سبيل عائلته ويذبح كل افراد عائلته في سبيل نفسه

لا شك ان صرخة الامام الحسين تزداد بمرور الزمن تألقا واتساعا وسموا حتى تزول العبودية ويتلاشى العبيد وتسود الحرية ويسود الاحرار

لهذا نرى شباب العراقي الذين ساروا على خطى نهج الحسين ويصرخون صرخته بوجه الظالمين والفاسدين ودعم الحق والعدل في ساحات التظاهر يصرخون كونوا احرار في دنياكم لم نخرج اشرا ولا بطرا ولكننا نريد الاصلاح في وطننا

فانهم ملتزمون بالمظاهرات السلمية فانها اعظم قوة حيث اثبتت فعاليتها لهذا شعر الفاسدون والارهابيون وكل اعداء العراق بالخطر المحدق بهم اذا ما استمرت الجماهير المظلومة المحرومة بمظاهراتها السلمية   لهذا بدأ اعداء العراق ال سعود وخدمهم وعبيدهم من الوهابين والصدامين والبرزانين وكل الكلاب المرتبطة بهم من فاسدين ومحتالين ولصوص واهل الدعارة بخلق العراقيل والعثرات وخرق المظاهرات والسيطرة عليها وحرفها عن هدفها وهو الاصلاح وعن طريقها وهو الطريق السلمي وتحويلها من الطريق السلمي الى طريق العنف والارهاب ومن هدفها الاصلاح الى التخريب والتدمير

لكن انصار الحسين والسائرين على نهجه كشفوا هؤلاء اللصوص والمجرمين وعزلوهم وكشفوهم وابعدوهم عن ساحات النضال السلمي

فكل ما هو مطلوب من الانسان وكل ما طلبه الامام الحسين من الانسان ان يكون حرا في دنياه

فالحرية هي التي تعطي للانسان انسانيته وترفعه الى مستوى الانسان وبدونها فانه دون الحيوانات منزلة

فالاحرار هم انصار الحسين ومؤيديه والعبيد هم اعداء الحسين وقاتليه

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم