أقلام حرة

الحسين الثائر والقدوة

abas alimoradلقد قاد الإمام الحسين عليه السلام في العام 61 للهجرة ثورة كان عنوانها تحرير الإنسان والحفاظ على العقيدة السمحة، وتثبيت النهج الصحيح في الدين، اي ثورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحقاق الحق وإزهاق الباطل. (وعلى مبدأ من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الإيمان) وكلنا نعرف ماذا اختار الامام.

وضع الإمام الحسين نصب عينيه المصلحة الإنسانية والإسلامية العليا، وكان القرآن دليله وقوله تعالى.. لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً"

الإمام الحسين سبط المصطفى (صل الله عليه وآله وسلم) الذي قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، لم يكن ليرضى لما وصلت اليه حال الأمة الإسلامية، رفض المساومة لأنه كان يدرك انها نهاية الإسلام اوليس هو القائل: على الإسلام السلام، اذا بليت الأمة براع مثل يزيد، ورغم تخاذل من دعوه للحضور الى الكوفة، لقد كان مصمماً ومتسلحاً بإيمان راسخ، رافضاً البيعة قائلاً: والله، لا اعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد، ولذلك اختار الموت في عزٍ بدل حياة الذل، وبهذا الصدد يقول عالم الآثار الانكليزي وليم لوفتس: لقد قدم الحسين بن علي ابلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته الى مستوى البطولة الفذة (من كتاب الرحلة الى كلدة وسوسيان).

وفي أيامنا هذه ما احوجنا الى هذه الأخلاق الحسينية لدرء الهجمة الداعشية على القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية والإجتماعية وكل من موقعه وحسب مقدرته، خصوصاً ان الدواعش يرفعون راية الإسلام، ولكن اي اسلام هذا الذي يذبح الإنسان كالنعاج ويسبي النساء ويدمر العمران, لكن عزاءنا ان ورثة القيم الحسينية لهم بالمرصاد من اجل تكريس انتصار الدم على السيف والحفاظ على الوحدة الإسلامية والعقيدة والقيم الإنسانية والحرية والكرامة.

 

 

 

هاشمي الأصل والنسب                   اسلامي العقيدة والإيمان

جدّه المصطفى من الله                     خاتم النبيين لبني الإنسان

أُرسل بدين الحق والسلام                 هاجر وحارب ليثبت العقدية بالوجدان

على نهجه وهديه سار الإمام             السبط وللتضحية اصبح عنوان

بالروح والأهل ضحى وجاد               وساد بين الأمم والأعيان

الدفاع عن الحق غايته ولم                 يتوانى عن مقارعة الطغيان

خذلوه ولم يأبه للذين                        ضعفوا امام الأصفر الرنان

تكاثروا عليه ولم يأبه                       لعديدهم لأنه مسلّح بالإيمان

هيهات منا الذلة مجلجلة                   وفي المدى ظاهرة للعيان

سيداً للشهداء من ألقابه                     مدونة على صفحات الزمان

رمزاً للفداء وفي أرباع الأرض         سيرته على كل شفة ولسان

ارض الطف تعرفه وكربلاء               أصبحت للأرض من الأركان

وعاشوراء تاريخ معمّد بالدم             ومناره لا يلفها النسيان

ذكراك دائماً معنا وبالبال                   أينما ارتحلنا في المكان

حياً في الفؤاد يا إمامي                    وهواك ينساب في الوجدان

وبحب الحسين القلب ينبض               وإليه ترتحل النفوس والأبدان

سلام عليك ايها المقدام                   يا منارة يهتدي بها الفرسان

سلام عليك سراج المتوكلين             وساكن جنات الرحمن

سلام عليك إمام الحق                      وولي الهدى وقاهر الشيطان

سلام عليك الباذل في الله                 مهجته والمقدم أهله قربان

 

القيت هذه الكلمة في مسجد السيدة الزهراء (ع) في سدني لمناسبة عاشوراء عام 2015

 

عباس علي مراد    

 

 

في المثقف اليوم